فيقولون يكونون أشد نفورا وخوفا منها فيقول أشهدكم يا ملائكتي أني غفرت لهم وأعطيتهم الجنة طلبهم وأعذتهم من النار مخيفتهم فيقولون ربنا إن فيهم فلانا ليس منهم جاء إليهم طالب حاجة من أحدهم فجلس حتى يفرغ له ولم يذكر معهم فيقول لهم وفلان هذا قد غفرت له هم القوم لا يشقى جليسهم بل يكرم معهم لأجلهم

-[المباحث العربية]-

(إن لله تبارك وتعالى ملائكة سيارة) بفتح السين والياء المشددة صيغة مبالغة أي كثيرة السير أي سياحون في الأرض

(فضلا) بضم الفاء والضاد وبضم الفاء وسكون الضاد قال النووي ورجحها بعضهم وادعى أنها أكثر وأصوب والثالثة بفتح الفاء وإسكان الضاد قال القاضي هكذا الرواية عند جمهور شيوخنا في البخاري ومسلم والرابعة "فضل" بضم الفاء والضاد ورفع اللام على أنه خبر مبتدأ محذوف والخامسة "فضلاء" بالمد جمع فاضل قال العلماء معناه على جميع الروايات أنهم ملائكة زائدون على الحفظة وغيرهم من المرتبين مع الخلائق فهؤلاء السيارة لا وظيفة لهم وإنما مقصودهم حلق الذكر

(يتتبعون مجالس الذكر) قال النووي ضبطوه على وجهين أحدهما بالعين من التتبع وهو البحث عن الشيء والتفتيش والثاني "يبتغون" بالغين من الابتغاء وهو الطلب وكلاهما صحيح

(فإذا وجدوا مجلسا فيه ذكر قعدوا معهم وحف بعضهم بعضا بأجنحتهم حتى يملئوا ما بينهم وبين السماء الدنيا) قال النووي هكذا هو في كثير من نسخ بلادنا "حف" بالحاء والفاء وفي بعضها "حض" بالضاد أي حث بعضهم بعضا على الحضور والاستماع وحكى القاضي عن بعض رواتهم "وحط" بالطاء واختاره القاضي قال ومعناه أشار بعضهم إلى بعض بالنزول ويؤيد هذه الرواية قوله بعده في البخاري "هلموا إلى حاجتكم" ويؤيد الرواية الأولى وهي "حف" قوله في البخاري "يحفونهم بأجنحتهم ويحدقون بهم ويستديرون حولهم ويحوف بعضهم بعضا" وعند البخاري "إن لله ملائكة يطوفون في الطرق يلتمسون أهل الذكر فإذا وجدوا قوما يذكرون الله تنادوا هلموا إلى حاجتكم قال فيحفونهم بأجنحتهم إلى السماء الدنيا" وفي رواية "هلموا إلى بغيتكم" ومعنى "يحفونهم بأجنحتهم" أي يدنون بأجنحتهم حول الذاكرين

(فإذا تفرقوا عرجوا) أي فإذا تفرق الذاكرون عرج الملائكة

(فيسألهم الله عز وجل وهو أعلم بهم من أين جئتم فيقولون جئنا من عند

طور بواسطة نورين ميديا © 2015