321 - عن أبي بكر بن عبد الله بن قيس، عن أبيه، عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال: "جنتان من فضة. آنيتهما وما فيهما. وجنتان من ذهب آنيتهما وما فيهما. وما بين القوم وبين أن ينظروا إلى ربهم إلا رداء الكبرياء على وجهه. في جنة عدن".
-[المعنى العام]-
لما نزل قوله تعالى: {ولمن خاف مقام ربه جنتان} [الرحمن: 46] {ومن دونهما جنتان} [الرحمن: 62] اشرأبت نفوس الصحابة لمزيد المعرفة عن كل من الجنتين فقال صلى الله عليه وسلم عن الصنف الأول: هما جنتان، آنيتهما من فضة، وكل ما فيهما من سرر وأرائك وغيرهما من فضة، وعن الصنف الثاني: هما جنتان من ذهب، وكل شيء فيهما من ذهب. قال أبو موسى الأشعري: جنتان من ذهب للمقربين، ومن دونهما جنتان من فضة لأصحاب اليمين.
ورغم النعيم الكبير الذي يتمتع به أصحاب هاتين وأصحاب هاتين، فإن النعمة الكبرى ينتظرونها جميعا، فيما بينهم وليس تحققها إلا مشيئته جل شأنه وإرادته، تلك هي نعمة التجلي لهم، نعمة أن يكشف الله الحجاب بينه وبينهم، ليروه كما يرون القمر ليلة البدر، فما إن تتحقق هذه السعادة حتى يستقلوا جميع ما هم فيه من النعيم بجوارها، فما أعطوا شيئا أحب إليهم منها، وصدق الله العظيم إذ يقول: {للذين أحسنوا الحسنى وزيادة} [يونس: 26].
-[المباحث العربية]-
(عن أبي بكر بن عبد الله بن قيس عن أبيه) أي عن عبد الله بن قيس وهو أبو موسى الأشعري.
(جنتان من فضة آنيتهما وما فيهما) "جنتان" خبر مبتدأ محذوف، أي هما جنتان و"آنيتهما" مبتدأ، و"من فضة" خبره مقدم، والجملتان في جواب السائلين عن حقيقة الجنتين، في قوله تعالى: {ولمن خاف مقام ربه جنتان} [الرحمن: 46].
(وما بين القوم وبين أن ينظروا إلى ربهم إلا رداء الكبرياء) "أن" وما دخلت عليه في