أهلها بعد ذلك وفي رواية للبخاري "كمثل البهيمة تنتج البهيمة" فالبهيمة الثانية بالنصب على المفعولية وقوله "كما تنتج" تشبيه لتهويد المولود بعد فطرته وسلامته بقطع أذن الناقة بعد ولادتها كاملة الأعضاء سليمتها قال الطيبي قوله "كما" حال من الضمير المنصوب في "يهودانه" أي يهودان المولود بعد أن خلق على الفطرة شبيها بالبهيمة التي جدعت بعد أن خلقت سليمة أو هو صفة لمصدر محذوف أي يغيرانه تغييرا مثل تغييرهم البهيمة السليمة وقد تنازعت الأفعال الثلاثة [يهودانه وينصرانه ويمجسانه] "كما" على التقديرين اهـ
ثم يقول اقرءوا {فطرة الله .. } هذا صريح في أن هذه الجملة من كلام أبي هريرة مدرجة في الحديث خلافا لرواية من طريق يونس أوهمت أنها من الحديث المرفوع
(فقال رجل يا رسول الله أرأيت لو مات قبل ذلك؟ ) أي قبل أن يهوداه أو ينصراه أو يمجساه أي قبل أن يتحمل مسئولية ذلك أي قبل البلوغ وفي الرواية الرابعة "أفرأيت من يموت صغيرا"؟ أي أخبرنا عمن يموت من أبناء اليهود والنصارى والمجوس صغيرا قبل البلوغ وفي الرواية السادسة "سئل عن أولاد المشركين" أي إذا ماتوا قبل البلوغ وفي ملحقها "سئل عن ذراري المشركين" وفي الرواية السابعة "سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن أطفال المشركين من يموت منهم صغيرا" أي قبل البلوغ
(الله أعلم بما كانوا عاملين) أي لو أبقاهم فلا نحكم عليهم بشيء أي هو سبحانه وتعالى يعلم ماذا كانوا سيفعلون لو عاشوا لما بعد البلوغ كما قال {ولو ردوا لعادوا لما نهوا عنه} [الأنعام 28] ولكنه مع ذلك لا يجازيهم على ما كانوا سيفعلونه لأن العبد لا يجازى بما لم يعمل
وفي الرواية الثامنة "الله أعلم بما كانوا عاملين إذ خلقهم"
وسيأتي الكلام عنهم في فقه الحديث
(كل إنسان تلده أمه يلكزه الشيطان في حضنيه إلا مريم وابنها) قال النووي هكذا هو في جميع النسخ "في حضنيه" بحاء مكسورة ثم ضاد ثم نون ثم ياء تثنية "حضن" وهو الجنب وقيل الخاصرة قال القاضي ورواه ابن ماهان خصييه بالخاء والصاد وهو الأنثيان قال القاضي وأظن هذا وهما بدليل قوله "إلا مريم وابنها" اهـ
واللكز الضرب بمجموع الكف يقال لكزه بفتح الكاف يلكزه بضمها لكزا بسكونها
(إن الغلام الذي قتله الخضر طبع كافرا ولو عاش لأرهق أبويه طغيانا وكفرا) "الخضر" بفتح الخاء وكسر الضاد وقد سبق الكلام عنه في آخر كتاب الفضائل