على الملة" وفي ملحقها الثاني "ليس من مولود يولد إلا على هذه الفطرة" وفي الرواية الرابعة "من يولد يولد على هذه الفطرة" والمراد ما من مولود يولد من بني آدم وصرح به في الرواية الخامسة ولفظها "كل إنسان تلده أمه على الفطرة" وفي رواية عن أبي هريرة "كل بني آدم يولد على الفطرة" وفي الرواية الثالثة "ما من مولود إلا يلد على الفطرة" قال النووي هكذا هو في جميع النسخ "يلد" بضم الياء وكسر اللام فعل ماض على وزن "ضرب" مبني للمجهول حكاه القاضي عن رواية السمرقندي قال وهو صحيح على إبدال الواو ياء لانضمامها وأصله ولد بضم الواو وكسر اللام قال وقد ذكر الهجري في نوادره يقال ولد ويلد بمعنى اهـ
وزاد في ملحق الرواية الثالثة "حتى يعبر عنه لسانه" تعبير مسئولية وتكليف أي حتى يبلغ وفي المراد بالفطرة أقوال كثيرة نذكرها هنا باختصار ونفصلها في فقه الحديث
قيل المراد منها الإسلام وهو قول الأكثرين وقيل العهد الذي أخذه الله على ذرية آدم في عالم الذر {ألست بربكم قالوا بلى} [الأعراف 172] فالمراد الربوبية وقيل المآل في علم الله من شقاوة أو سعادة وقيل المعرفة وقيل الخلقة القابلة للتشكل وقيل اللام للعهد والمراد فطرة أبويه ودينهما
(فأبواه يهودنه وينصرانه ويمجسانه) وفي الرواية الثالثة "ويشركانه" بدل "ويمجسانه" بضم الياء وفتح الشين وكسر الراء المشددة والواو بمعنى "أو" والفاء إما للتعقيب أو السببية أو في جزاء شرط مقدر أي إذا تقرر ذلك فمن تغير كان بسبب أبويه إما بتعليمهما إياه أو بترغيبهما فيه وخص الأبوين بالذكر مع أن التغيير قد يكون من غيرهما لأنه الغالب
واستشكل على هذا التركيب بأنه يقتضي أن كل مولود يقع له التهويد وغيره مما ذكر مع أن البعض يستمر مسلما ولا يقع له تهويد أو تنصير والجواب أن في التركيب قيدا ملاحظا أي فإذا حصل له تهويد أو تنصير فأبواه ... فالمقصود من التركيب إفادة أن الكفر إذا حصل ليس من ذات المولود ولا من مقتضى طبعه فإذا وقع كان بسبب خارجي فإن سلم من ذلك السبب استمر على الحق
(كما تنتج البهيمة بهيمة جمعاء هل تحسون فيها من جدعاء) "تنتج" بضم التاء الأولى وفتح الثانية بينهما نون ساكنة مبني للمجهول و"البهيمة" مرفوع نائب فاعل و"بهيمة" بالنصب حال و"جمعاء" صفة "بهيمة" أي مجتمعة الأعضاء لم يذهب من بدنها شيء يقال نتج الله الناقة بفتح التاء ينتجها بفتح الياء وكسر التاء أي يولدها فهو ناتج والناقة منتوجة وبناء الفعل للمجهول يقال نتجت الناقة تنتج الناقة وهذه روايتنا وفي الرواية الرابعة "كما تنتجون الإبل فهل تجدون فيها جدعاء؟ حتى تكونوا أنتم تجدعونها؟ " فتنتجون بفتح التاء الأولى وكسر الثانية أي تولدونها والجدعاء مقطوعة الأذن ومعنى "هل تحسون" من الإحساس والمراد به العلم بالشيء والاستفهام إنكاري بمعنى النفي أي لا تجدون فيها جدعا يريد أنها تولد لا جدع فيها وإنما يجدعها