(99) باب رؤية الله تعالى في الدنيا

318 - عن أبي موسى رضي الله عنه قال: قام فينا رسول الله صلى الله عليه وسلم بخمس كلمات. فقال: "إن الله عز وجل لا ينام ولا ينبغي له أن ينام. يخفض القسط ويرفعه. يرفع إليه عمل الليل قبل عمل النهار. وعمل النهار قبل عمل الليل. حجابه النور. (وفي رواية أبي بكر: النار) لو كشفه لأحرقت سبحات وجهه ما انتهى إليه بصره من خلقه".

319 - عن الأعمش بهذا الإسناد قام فينا رسول الله صلى الله عليه وسلم بأربع كلمات ثم ذكر بمثل حديث أبي معاوية ولم يذكر "من خلقه" وقال: حجابه النور.

320 - عن أبي موسى رضي الله عنه قال: قام فينا رسول الله صلى الله عليه وسلم بأربع "إن الله لا ينام ولا ينبغي له أن ينام. يرفع القسط ويخفضه. ويرفع إليه عمل النهار بالليل. وعمل الليل بالنهار".

-[المعنى العام]-

كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يتخول أصحابه بالموعظة، ويتعاهدهم بتذكيرهم بربهم حينا بعد حين. فقال لهم في بعض عظاته - وفيهم أبو موسى الأشعري-: إن الله جل شأنه لا ينام مصداق ذلك قوله تعالى: {الله لا إله إلا هو الحي القيوم لا تأخذه سنة ولا نوم} [البقرة: 255] وكيف ينام مدبر السموات والأرض؟ وكل يوم وكل لحظة هو في شأن عباده {ما يكون من نجوى ثلاثة إلا هو رابعهم ولا خمسة إلا هو سادسهم ولا أدنى من ذلك ولا أكثر إلا هو معهم أين ما كانوا ثم ينبئهم بما عملوا يوم القيامة} [المجادلة: 7]. {فالق الحب والنوى يخرج الحي من الميت ومخرج الميت من الحي} [الأنعام: 95] {فالق الإصباح وجعل الليل سكنا والشمس والقمر حسبانا} [الأنعام: 96].

كل لحظة هو في شأن. {مالك الملك تؤتي الملك من تشاء وتنزع الملك ممن تشاء وتعز من تشاء وتذل من تشاء بيدك الخير} [آل عمران: 26]. يضل من يشاء ويهدي من يشاء. يرفع أقواما ويخفض آخرين.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015