القول الخامس كالقول الثاني لكن أراه الله له في المنام فتحدثا ورؤيا الأنبياء وحي
القول السادس أن ذلك وقع في البرزخ أول ما مات موسى فالتقت أرواحهما في السماء وبذلك جزم ابن عبد البر والقابسي
القول السابع أن ذلك ضرب مثل والمعنى لو اجتمعا لقالا ذلك قاله ابن الجوزي وقال وخص موسى بالذكر لكونه أول نبي بعث بالتكاليف الشديدة
وأقرب هذه الأقوال للقبول الأول والخامس والسادس والسابع والعلم عند الله
قال ابن الجوزي وهذا مما يجب الإيمان به لثبوته عن خبر الصادق وإن لم يطلع على كيفية الحال وليس هو بأول ما يجب علينا الإيمان به وإن لم نقف على حقيقة معناه كعذاب القبر ونعيمه ومتى ضاقت الحيل في كشف المشكلات لم يبق إلا التسليم وقال ابن عبد البر مثل هذا عندي يجب فيه التسليم ولا يوقف فيه على التحقق لأنا لم نؤت عن جنس هذا العلم إلا قليلا
(فقال موسى يا آدم أنت أبونا خيبتنا وأخرجتنا من الجنة) في الرواية الثانية "أنت آدم الذي أغويت الناس وأخرجتهم من الجنة" أي الذي كنت سببا في تعرض الناس للغواية وكنت سببا في سكناهم الأرض بدل الجنة وفي الرواية الثالثة "أنت آدم الذي خلقك الله بيده ونفخ فيك من روحه وأسجد لك ملائكته وأسكنك في جنته ثم أهبطت الناس بخطيئتك إلى الأرض" وفي الرواية الرابعة "أنت آدم الذي أخرجتك خطيئتك من الجنة" وفي رواية "أنت الذي أشقيت الناس" وعند أحمد "أنت الذي أدخلت ذريتك النار" وفي رواية "يا آدم خلقك الله بيده ثم نفخ فيك من روحه ثم قال لك كن فكنت ثم أمر الملائكة فسجدوا لك ثم قال لك {اسكن أنت وزوجك الجنة وكلا منها رغدا حيث شئتما ولا تقربا هذه الشجرة} [البقرة 35] فنهاك عن شجرة واحدة فعصيت" زاد في رواية "وأكلت منها" وفي رواية "أنت آدم قال نعم قال أنت الذي نفخ الله فيك من روحه وعلمك الأسماء كلها وأمر الملائكة فسجدوا لك قال نعم قال فلم أخرجتنا ونفسك من الجنة" وفي رواية "فوالله لولا ما فعلت ما دخل أحد من ذريتك النار"
قال الحافظ ابن حجر وهذا يشعر بأن جميع ما ذكر في هذه الروايات محفوظ وأن بعض الرواة حفظ ما لم يحفظ الآخر
ومعنى "خيبتنا" أوقعتنا في الخيبة وهي الحرمان والخسران يقال خاب يخيب ويخوب أي كنت سبب خيبتنا وإغوائنا بالخطيئة التي ترتب عليها إخراجك من الجنة ثم تعرضنا نحن لإغواء الشياطين والغي الانهماك في الشر والاستفهام في الروايات كلها للتقرير
(فقال له آدم أنت موسى اصطفاك الله بكلامه وخط لك بيده) في الرواية الثانية "أنت الذي أعطاه الله علم كل شيء واصطفاه على الناس برسالته قال نعم" وفي الرواية