5819 - عن أبي ذر رضي الله عنه قال قال لي النبي صلى الله عليه وسلم "لا تحقرن من المعروف شيئا ولو أن تلقى أخاك بوجه طلق".
-[المعنى العام]-
لقاء المسلم للمسلم باب من أبواب الخير والتواد والتراحم فعلى من تيسر له هذا الباب أن يدخله بما يغرس في النفوس هذا المعنى بالسلام وانبساط أسارير الوجه وطلاقته وهذا المعروف لا يكلف شيئا لا مالا ولا جهدا بل العكس يمنح المنبسط هدوءا وراحة وسعادة كما يمنح أخاك أمنا وأمانا واطمئنانا
وفي صحيح البخاري "قال ابن مسعود خالطوا الناس وصافوهم بما يشتهون ودينكم لا تكلمنه" أي لا تخرقوه ويقول أبو الدرداء "إنا لنبتسم في وجوه أقوام وقلوبنا تلعنهم" هذا وخفض الجناح للناس وبسط الوجه ولين الكلمة عند المواجهة من أقوى أسباب الألفة وهو من أخلاق المؤمنين
-[المباحث العربية]-
(لا تحقرن من المعروف شيئا) أي لا تحقرن أن تقدم شيئا من الإحسان مهما قل فالمراد من المعروف هنا الهدية والصدقة والنهي للمعطي ويحتمل أن يكون النهي للآخذ أي لا تحتقرن شيئا من الإحسان يقدم إليك مهما قل
يقال حقر الرجل الشيء بفتح القاف يحقره بكسرها حقرا بفتح الحاء وسكون القاف وحقرة بضم الحاء وسكون القاف وحقارة بفتح الحاء وضمها وكسرها أي استهان به فهو محقور وحقير وأحقره بمعنى حقره وحقره بتشديد القاف بالغ في حقره
ويحتمل أن يكون الكلام من قبيل النهي عن الشيء والمقصود الأمر بضده فيكون كناية عن التحابب والتواد أي قوموا بما به تكون المودة والمحبة مهما كان قليلا
(ولو أن تلقى أخاك بوجه طلق) فيه حذف "كان" واسمها بعد "لو" أي ولو كان المعروف من الصغر لقاءك أخاك المسلم بوجه طلق قال النووي "طلق" روي على ثلاثة أوجه إسكان اللام وكسرها و"طليق" بزيادة ياء ومعناها سهل منبسط