على ناقة عليها بعض متاع القوم" وجاء في الرواية الثانية لون الناقة بأنها "ورقاء" أي يخالط بياضها سواد ويقال للذكر أورق وقيل هي التي لونها كلون الرماد
(فضجرت فلعنتها فسمع ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم) الضمير في "فضجرت" للناقة أي تبرمت ونفرت وتذمرت وعاندت وحرنت ويحتمل أن يكون للجارية والعطف على محذوف أي فنفرت الناقة فضجرت الجارية بها أي ضاقت بها وتبرمت منها ولعنتها وأوضحت الرواية الثانية عبارة اللعن "فقالت حل اللهم العنها" و"حل" كلمة زجر واستحثاث يقال حل حل بفتح الحاء وسكون اللام فيهما عند التكرار ويقال أيضا حل حل بكسر اللام فيهما وبالتنوين وبغير تنوين كما بينت الرواية الثانية الظروف التي جعلت الرسول صلى الله عليه وسلم يسمعها ففيها "إذ بصرت بالنبي صلى الله عليه وسلم وتضايق بهم الجبل" أي فكانت قريبة من الرسول صلى الله عليه وسلم بدون قصد وبحكم ضيق الطريق ولعلها خشيت مزاحمته صلى الله عليه وسلم فأرادت من الناقة جهة فلم تطاوعها
(فقال خذوا ما عليها ودعوها فإنها ملعونة) أي خذوا ما عليها من متاع ورحال وآلات ودعوها واتركوها في الصحراء ترعى دون صاحب فلا يليق أن تصاحبنا لعنة في سفرنا بمصاحبة شيء ملعون وفي الرواية الثانية "لا تصاحبنا ناقة عليها لعنة" وفي ملحقها "لا ايم الله لا تصاحبنا راحلة عليها لعنة من الله" أي قسمي ويميني ألا تصاحبنا وفي ملحق الرواية الأولى "خذوا ما عليها وأعروها" بهمزة قطع وضم الراء يقال أعريته وعريته إعراء وتعرية فتعرى أي اتركوها عارية لا شيء عليها
(قال عمران فكأني أراها الآن تمشي في الناس ما يعرض لها أحد) حدث عمران بهذا الحديث بعد زمن من واقعته وكان ساعتها قد رأى الناقة وقد جردت ثم أطلقت تنفيذا لأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو عند التحديث يستحضر تلك الصورة وكأنها حادثة أمامه الآن
(لا ينبغي لصديق أن يكون لعانا) أي لا ينبغي لمؤمن قوي الإيمان بلغ فيه مبلغ الصديق أن يكون كثير اللعن فلعان صيغة مبالغة تدل على الكثرة فكثرة اللعن من صفات ضعيف الإيمان ولا يضر قوي الإيمان أن يصدر منه اللعن مرة ونحوها لمن يستحق اللعن كما سيأتي في فقه الحديث
واللعن الإبعاد من رحمة الله فهو نهاية المقاطعة والتدابر وهذا غاية ما يوده المسلم للكافر فلا يدعى به على من لا يستحق وإن كان حيوانا
(أن عبد الملك بن مروان بعث إلى أم الدرداء بأنجاد من عنده) بفتح الهمزة وسكون النون جمع نجد بفتح النون والجيم وهو متاع البيت الذي يزين به البيت من فرش ونمارق وستور وقال الجوهري بسكون الجيم وجمعه نجود فهما لغتان ووقع في رواية "بخادم" بدل "بأنجاد" قال النووي والمشهور الأول