تحقيره وأن كل المسلم على المسلم حرام دمه وماله وعرضه وسبقت الدعوة للمسلمين أن يكونوا عباد الله إخوانا وإن الله لا ينظر إلى الصور والأجسام ولكن ينظر إلى القلوب وهو بها عليم
وليس المقصود من أحاديث الباب النهي عن الشحناء كما تبعنا في هذا العنوان الإمام النووي رحمه الله لأن النهي عن الشحناء قد سبق بألفاظ كثيرة ولكن المقصود منها التخويف والوعيد من عاقبة عدم الانتهاء عما نهى الله عنه وكأنه تعالى يقول انتهوا عن الشحناء لتغنموا مغفرة الله لذنوبكم فإن المتشاحنين لا تغفر ذنوبهما حتى يصطلحا
-[المباحث العربية]-
(تفتح أبواب الجنة يوم الاثنين ويوم الخميس) يحتمل أن المراد بأبواب الجنة أسباب دخولها وهي العفو والمغفرة والمراد من فتحها اتساعها واستيعاب داخليها والمعنى تتسع رحمة الله وإحسانه وفضله في يوم الاثنين والخميس من كل أسبوع أكثر من اتساعها وشمولها في الأيام الأخرى
قال الباجي معنى فتح الجنة كثرة الصفح والغفران ورفع المنازل وإعطاء الثواب الجزيل وقال القاضي ويحتمل أن يكون على ظاهره وأن فتح أبوابها علامة لذلك اهـ وهذا على القول بأن الجنة والنار موجودتان الآن والرأي الأول هو الصواب ففي الرواية الثانية "تعرض الأعمال في كل يوم خميس واثنين" وفي الرواية الثالثة "تعرض أعمال الناس" أي على الله "في كل جمعة" أي في كل أسبوع "مرتين" أي مرة "يوم الاثنين" ومرة "يوم الخميس"
(فيغفر لكل عبد لا يشرك بالله شيئا) في الرواية الثانية "فيغفر الله عز وجل في ذلك اليوم لكل امرئ لا يشرك بالله شيئا" وفي الرواية الثالثة "فيغفر لكل عبد مؤمن"
(إلا رجل كانت بينه وبين أخيه شحناء) لفظ "رجل" ليس قيدا وكذلك المرأة ولفظ "كانت" ليس المراد منه المعنى بل المراد تكون والمراد من الأخ الأخ في الإسلام لأن الكلام عن المؤمنين الذين لا يشركون بالله شيئا والشحناء الحقد والعداوة والبغضاء لأنها تشحن النفس والصدر بالضيق من الآخر والشحنة بكسر الشين وسكون الحاء ما يشحن به الشيء وتطلق هنا على العداوة والبغضاء
(فيقال انظروا هذين حتى يصطلحا انظروا هذين حتى يصطلحا انظروا هذين حتى يصطلحا) كررت الجملة للتأكيد والإنظار التأخير والمراد تأخير النظر في المغفرة لهما وهذا إذا اشتركا في غرسها وفي عدم محاولة إزالتها فإن كان غرسها من جانب واحد كمن يبغض ويعادي عالما لعلمه أو صالحا لصلاحه وأمره بالمعروف ونهيه عن المنكر أو اشتركا في غرسها لكن حاول أحدهما إزالتها وبذل وسعه في الإصلاح فلم يفلح فالظاهر أن يتوجه الوعيد للطرف الآخر