(بينما رجل يسوق بقرة له، قد حمل عليها، التفتت إليه البقرة، فقالت: إني لم أخلق لهذا ولكني إنما خلقت للحرث) في رواية للبخاري "بينما رجل راكب على بقرة، التفتت إليه، فقالت: لم أخلق لهذا، خلقت للحراثة" فتبين أن معنى قوله "قد حمل عليها" أي حمل عليها نفسه، أو نفسه ومتاعه، وقوله في روايتنا "إنما خلقت للحرث" فيه قصر ادعائي، أو إضافي، قصر قلب، فقد اتفقوا على جواز أكلها، وفي رواية للبخاري "بينما رجل يسوق بقرة، إذ ركبها فضربها ... إلخ".
(فقال الناس: سبحان الله؟ ؟ ؟ تعجبا وفزعا، أبقرة تكلم؟ ) أي تتكلم، فحذفت إحدى التاءين تخفيفا والمراد من الناس الصحابة المستمعون لهذا الحديث من النبي صلى الله عليه وسلم والاستفهام تعجبي، والقصة مذكورة عن بني إسرائيل.
(فإني أومن به أنا وأبو بكر وعمر) وهذا محمول على أنه صلى الله عليه وسلم كان قد أخبرهما بذلك، فصدقاه، أو أطلق ذلك لما علم عنهما من أنهما يصدقان بذلك، إذا علما بقوله، أو سمعاه منه، ولا يترددان فيه، ففي ملحق الرواية "وما هما ثم" بفتح الثاء، أي وما هما هناك في هذه الجلسة، وهو من كلام الراوي، وفي رواية للبخاري "قال أبو سلمة: وما هما يومئذ في القوم".
(عدا عليه الذئب، فأخذ منها شاة، فطلبه الراعي حتى استنقذها منه، فالتفت إليه الذئب، فقال له من لها يوم السبع؟ يوم ليس لها راع غيري؟ فقال الناس سبحان الله! ! ) الظاهر أنهما حديثان حديث البقرة، وحديث الذئب، ذكرهما أبو بكر في جلسة وأخذهما عن الرسول صلى الله عليه وسلم في جلستين، وفي ملحق الرواية اقتصار على أحدهما، وذكرهما البخاري مجتمعتين في رواية له، وفيها "فقال له الذئب: هذا، استنقذتها مني" أي هذا اليوم استطعت أن تغلبني وتنقذها مني" فمن لها يوم السبع"؟ الاستفهام إنكاري بمعنى النفي أي فلا أحد لها ينقذها مني يوم السبع، بضم الباء وسكونها، ولكن الرواية بالضم والمراد من السبع الحيوان المعروف، أي لا أحد منكم يستطيع أن ينقذها يوم يأخذها السبع، أي أنك تهرب، وأكون أنا قربا منه، أرعى ما يفضل لي منها، ولا راعي لها حينئذ غيري وقيل: إنما يكون ذلك عند الاشتغال بالفتن، فتصير الغنم هملا فتنهبها السباع" فيصير الذئب كالراعي لها، لانفراده بها، وقوله "يوم ليس لها راع غيري" مبالغة في تمكنه منها، زاد البخاري في رواية "فقال الناس: سبحان الله! ! ذئب يتكلم؟ ".
-[فقه الحديث]-
الصحابي، من هو؟ وما حقوقه؟
قال الحافظ ابن حجر: اسم صحبة النبي صلى الله عليه وسلم مستحق لمن صحبه أقل ما يطلق عليه اسم صحبة لغة، وإن كان العرف يخص ذلك ببعض الملازمة.
ويطلق أيضا على من رآه رؤية، ولو على بعد. وهذا الراجح إلا أنه هل يشترط في الرائي أن يكون بحيث يميز ما رآه؟ أو يكتفي بمجرد حصول الرؤية؟ محل نظر قال: وعمل من صنف في الصحابة