(فأتينا وادي القرى) بضم القاف مدينة قديمة، بين المدينة والشام.

(على حديقة لامرأة) كانت حديقة من نخل، وفي رواية البخاري "إذا امرأة في حديقة لها"

(فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: اخرصوها) بضم الراء وكسرها، والضم أشهر أي اخرصوا بالحديقة، أي قدروا ثمرها وخمنوا كم وسقا يكون؟ وذلك امتحان لهم، وتمرين وتعليم.

(فخرصناها، وخرصها صلى الله عليه وسلم عشرة أوسق) والظاهر أن خرصهم وافق خرص رسول الله صلى الله عليه وسلم.

(وقال: أحصيها حتى نرجع إليك) أي قال للمرأة صاحبة الحديقة: أحصي وعدي كيلها واجمعي ما تأكلينه وما تهدينه وما تبيعينه حتى نرجع إليك، لنعرف صحة خرصنا وتقديرنا، فلما رجعوا، وسألها تبين صحة خرصهم.

(فمن كان له بعير فليشد عقاله) لئلا ينفلت، فيحتاج صاحبه إلى القيام في طلبه، فيلحقه ضرر الريح، وفي رواية البخاري "ومن كان معه بعير فليعقله".

(فقام رجل) مخالفا أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم وفي رواية ابن إسحاق "ففعل الناس ما أمرهم، إلا رجلين من بني ساعدة، خرج أحدهما لحاجته، وخرج آخر في طلب بعير له، فأما الذي ذهب لحاجته فإنه خنق على مذهبه، أي خنقه الريح في طريقه، وأما الذي ذهب في طلب بعيره فاحتملته الريح حتى ألقته بجبل طيئ، فأخبر رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: ألم أنهكم أن يخرج رجل إلا وصاحب له معه"؟ ثم دعا للذي أصيب على مذهبه، فشفي، ولعل قيامه كان لضرورة قضاء الحاجة، أو غير ذلك، وأما الآخر فإنه وصل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم حين قدم من تبوك.

(فحملته الريح) أي دفعته دفعا لا يستطيع مقاومته.

(حتى ألقته بجبلي طيئ) جبلان مشهوران، يقال لأحدهما أجاء بفتح الهمزة والجيم به وبالهمز، والآخر سلمى بفتح السين، وطيئ بياء مشددة بعدها همزة، على وزن سيد، وهو أبو قبيلة من اليمن، وهو طيئ بن أدر بن زيد بن كهلان بن سبأ وقال صاحب التحرير: "طيئ" يهمز ولا يهمز، لغتان.

(وجاء رسول ابن العلماء، صاحب أيلة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم بكتاب) "العلماء" بفتح العين وإسكان اللام وبالمد، و"أيلة" بفتح الهمزة واللام، بلدة قديمة بساحل البحر، وفي رواية البخاري "وأهدى ملك أيلة".

(وأهدى له بغلة بيضاء) قال النووي: هذه البغلة هي "دلدل" بغلة رسول الله صلى الله عليه وسلم، لكن ظاهر لفظه هنا أنه أهداها للنبي صلى الله عليه وسلم في غزوة تبوك، وقد كانت غزوة تبوك سنة تسع من الهجرة وقد كانت

طور بواسطة نورين ميديا © 2015