التعميم في جميع حالاته صلى الله عليه وسلم، بشرط أن تكون صورته الحقيقية في وقت ما، سواء كان في شبابه أو رجولته أو كهولته أو آخر عمره.
(عن عبيد الله بن عبد الله، عن ابن عباس، أو أبي هريرة) كذا بالترديد بين ابن عباس، وأبي هريرة، في روايتنا الثامنة عشرة، وعن ابن عباس بدون ترديد، في ملحقيها، وفي الملحق الثاني يذكر عبد الرزاق أن التردد كان من معمر شيخه، وليس من الزهري شيخ شيخه، وعند عبد الرزاق: عن ابن عباس قال: كان أبو هريرة يحدث، قال البزار: لا نعلم أحدا قال: عن عبيد الله عن ابن عباس عن أبي هريرة إلا عبد الرزاق عن معمر، ورواه غير واحد، فلم يذكروا أبا هريرة. اهـ. وذكر الحميدي أن سفيان بن عيينة كان لا يذكر فيه ابن عباس، قال: فلما كان صحيحه آخر زمانه أثبت فيه ابن عباس أخرجه أبو عوانة في صحيحه من طريق الحميدي، والتحقيق أنه من مسند ابن عباس فقد أخرجه البخاري في صحيحه بلفظ "وقال ابن عباس: قال النبي صلى الله عليه وسلم لأبي بكر: لا تقسم ... " فجزم بأنه عن ابن عباس.
(أن رجلا أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله) في ملحق الرواية "جاء رجل النبي صلى الله عليه وسلم منصرفة من أحد فقال .. " فبينت زمن الرؤيا.
(إني أرى الليلة في المنام) فيه التعبير عن الماضي بالمضارع استحضارا للصورة، تأكيدا لتذكرها وضبطها، كأنها حاضرة أمامه وقت التكلم والأصل: إني رأيت الليلة في المنام، كما جاء في الملحق الأول.
(ظلة، تنطف السمن والعسل) "ظلة" بضم الظاء، أي سحابة لها ظل، والأصل كل ما أظل، من ثقيفة ونحوها، زاد في رواية "ظلة بين السماء والأرض" ومعنى "تنطف" بكسر الطاء، ويجوز ضمها، أي تقطر قليلا قليلا.
(فأرى الناس يتكففون منها بأيديهم) أي يأخذون بأكفهم، قال الخليل: تكفف بسط كفه ليأخذ، وقال القرطبي: يحتمل أن يكون معنى "يتكففون" يأخذون كفايتهم وهو أليق بقوله بعد ذلك: "فالمستكثر والمستقل" واعترض عليه الحافظ ابن حجر بأن الكفاية من كفى، والتكفف من كفف، فلا يتلاقيان اهـ.
وكلام القرطبي وجيه فالكفاف من الكف والتكفف مقدار الحاجة من غير زيادة ولا نقصان، فالقرطبي أخذ المعنى من الكف، لا من الكفاية.
(فالمستكثر والمستقل) أي الآخذ كثيرا، والآخذ قليلا، وفي رواية "فمستكثر ومستقل" بدون الألف واللام، وفي رواية "فمن بين مستكثر ومستقل وبين ذلك".
(وأرى سببا واصلا من السماء إلى الأرض) السبب الحبل.
(فأراك أخذت به، فعلوت) أي فرأيتك أمسكت به، فصعدت إلى أعلى وفي رواية "فأعلاك الله".
(ثم أخذ به رجل من بعدك) في رواية "ثم أخذه رجل من بعد"