الشعر، وبخاصة الفاحش منه فكانت هذه الأحاديث التي تمتدح الحسن منه وتنفر من القبيح وتنفر من تضييع الوقت فيما يضر وفيما لا فائدة فيه.
-[المباحث العربية]-
(عن عمرو بن الشريد) بفتح الشين وكسر الراء مخففة، وهو الشريد بن سويد الثقفي.
(ردفت رسول الله صلى الله عليه وسلم يوما) أي ركبت خلفه، يقال: ردفه بكسر الدال، يردفه بفتحها ردفا بفتح الراء وسكون الدال، وردفه بفتح الراء والدال يردفه بضم الدال، ردفا بفتح فسكون، وفي ملحق الرواية "أردفني رسول الله صلى الله عليه وسلم خلفه" أي أركبني خلفه.
(هل معك من شعر أمية بن أبي الصلت شيء)؟ قال النووي: وقع في معظم النسخ "شيئا" بالنصب، وعليها يقدر فيه محذوف، أي هل معك من شيء، فتنشدني شيئا؟
واسم أبي الصلت ربيعة بن عوف الثقفي، كان ممن طلب الدين، ونظر في الكتب، ويقال: إنه ممن دخل في النصرانية، وأكثر في شعره من ذكر التوحيد، والبعث ويوم القيامة، وزعم الكلاباذي أنه كان يهوديا، وروى الطبراني عن أبي سفيان أنه سافر مع أمية، فذكر قصته، وأنه سأله عن عتبة بن ربيعة، وعن سنه ورياسته، فأعلمه أنه متصف بذلك، فقال: أزري به ذلك. فغضب أبو سفيان، فأخبره أمية أنه نظر في الكتب أن نبيا يبعث من العرب، أظل زمانه، قال: فرجوت أن أكونه، قال: ثم نظرت، فإذا هو من بني عبد مناف، فنظرت فيهم، فلم أر مثل عتبة، فلما قلت لي: إنه رئيس، وإنه جاوز الأربعين، عرفت أنه ليس هو، قال أبو سفيان: فما مضت الأيام حتى ظهر محمد صلى الله عليه وسلم، فقلت لأمية، قال: نعم، إنه لهو، قلت: أفلا نتبعه؟ قال: أستحي من ثقيف، إني كنت أقول لهم: إنني أنا هو، ثم أصير تابعا لغلام من بني عبد مناف؟ وذكر أبو الفرج الأصبهاني: أنه قال عند موته: أنا أعلم أن الحنفية حق، ولكن الشك يداخلني في محمد. وعاش أمية حتى أدرك وقعة بدر، ورثى من قتل بها من الكفار، ومات أمية بعد ذلك سنة تسع، وقيل: مات في حصار الطائف سنة ثمان.
(قال: هيه) بكسر الهاء، وإسكان الهاء الثانية، قالوا: والهاء الأولى بدل من الهمزة، وأصله "إيه" وهي كلمة للاستزادة من الحديث المعهود، قال ابن السكيت: هي للاستزادة من حديث أو عمل معهودين، قالوا: وهي اسم فعل أمر، مبني على الكسر، فإن وصلتها نونتها، فقلت إيه حدثنا، أي زدنا من هذا الحديث، فإن أردت الاستزادة من غير معهود نونت، فقلت: إيه، لأن التنوين للتنكير، وأما "إيها" بالنصب، فمعناه الكف، والأمر بالسكوت، ومقصود الحديث أن النبي صلى الله عليه وسلم استحسن شعر أمية، واستزاد من إنشاده، لما فيه من الإقرار بالوحدانية والبعث، وفي ملحق الرواية "استنشدني رسول الله صلى الله عليه وسلم" أي طلب مني أن أنشده شعرا.
(أشعر كلمة تكلمت بها العرب) وفي الرواية الثالثة والسادسة "أصدق كلمة" وفي الرواية الرابعة والخامسة "أصدق بيت" فيحتمل أن يراد بالكلمة البيت الذي ذكر شطره، ويحتمل أن يريد