(ثم مسحه، وصلى عليه) أي مسح بيده على جسم الطفل، ودعا له، وفي الرواية الخامسة "ثم دعا له، وبرك عليه" بفتح الباء وتشديد الراء المفتوحة، أي قال: بارك الله فيه.

(وكان أول مولود ولد في الإسلام) قال النووي: يعني أول من ولد في الإسلام بالمدينة، من أولاد المهاجرين. اهـ ولا بد من هذه القيود، فقد ولد قبله في غير المدينة للمهاجرين عبد الله بن جعفر، ولد في الحبشة، وولد بالمدينة للأنصار قبله بعد الهجرة النعمان بن بشير، روي أن المهاجرين فرحوا بمولده فرحاً شديداً، لأن اليهود كانوا يقولون: سحرناهم، حتى لا يولد لهم، روى ابن سعد "لما قدم المهاجرون المدينة أقاموا لا يولد لهم فقالوا: سحرتنا اليهود، حتى كثرت في ذلك القالة، فلما ولد عبد الله بن الزبير كبروا تكبيرة واحدة، حتى ارتجت المدينة تكبيراً".

(ثم جاء وهو ابن سبع سنين أو ثمان، ليبايع النبي صلى الله عليه وسلم) قال النووي: هذه بيعة تبريك وتشريف، لا بيعة تكليف. اهـ

(فلهي النبي صلى الله عليه وسلم بشيء بين يديه) قال النووي: هذه اللفظة رويت على وجهين: أحدهما: فلها، بفتح الفاء واللام والهاء، والثانية "فلهي" بكسر الهاء والياء، والأولى لغة طي، والثانية لغة الأكثرين، ومعناه اشتغل بشيء بين يديه، وأما "لها" من اللهو فبفتح الهاء لا غير، ومضارعها يلهو، والأشهر في الرواية هنا كسر الهاء، وهي لغة أكثر العرب، واتفق أهل الغريب والشراح على أن معناه اشتغل.

(فأمر أبو أسيد بابنه) قال النووي: المشهور في أبي أسيد ضم الهمزة وفتح السين، ولم يذكر الجماهير غيره، قال القاضي: وحكي أنه بفتح الهمزة، قال أحمد بن حنبل: وبالضم قال عبد الرزاق ووكيع، وهو الصواب، واسمه مالك بن أبي ربيعة.

(فأقلبوه) أي ردوه وصرفوه، قال النووي: في جميع نسخ صحيح مسلم "فأقلبوه" بالألف، وأنكره جمهور أهل اللغة والغريب وشراح الحديث، وقالوا: صوابه "قلبوه" بحذف الألف، قالوا: يقال: قلبت الصبي والشيء، أي صرفته ورددته، ولا يقال: أقلبته، وذكر صاحب التحرير أن "أقلبوه" بالألف لغة قليلة، فأثبتها لغة.

(فاستفاق رسول الله صلى الله عليه وسلم) أي انتبه من شغله وفكره الذي كان فيه.

(فسماه يومئذ المنذر) قال النووي: قالوا: وسبب تسمية النبي صلى الله عليه وسلم هذا المولود "المنذر" لأن ابن عم أبيه، المنذر بن عمرو كان قد استشهد ببئر معونة، وكان أميرهم، فأراد التفاؤل بأن يكون خلفاً له.

(كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أحسن الناس خلقاً) قاله أنس توطئة لما يريد أن يذكره من قصة الصبي، وفي رواية "إن كان النبي صلى الله عليه وسلم ليخالطنا" وعند أحمد "كان النبي صلى الله عليه وسلم يزور أم سليم" وفي رواية

طور بواسطة نورين ميديا © 2015