4847 - عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال "الجرس مزامير الشيطان".
-[المعنى العام]-
جاء الإسلام والأصنام تعبد، إشراكاً لله، يقولون: {ما نعبدهم إلا ليقربونا إلى الله زلفى} [الزمر: 3] ولم يكن العرب في جاهليتهم وقبيل الإسلام هم الذين اخترعوا الأصنام وعبدوها، فقوم نوح -عليه السلام- كانوا يصنعونها، ويعبدونها، ولما دعاهم نوح -عليه السلام- إلى تركها، وعبادة الله وحده عصوه، وقال بعضهم لبعض {لا تذرن ءالهتكم ولا تذرن وداً} [نوح: 23]، وكان تمثالاً على صورة رجل {ولا سواعاً} وكان صنماً على صورة امرأة {ولا يغوث} وكان صنماً على صورة أسد {ويعوق} وكان صنماً على صورة فرس {ونسراً} وكان صنماً على صورة نسر، ويقال: إن هذه الأسماء كانت أسماء لخمسة من أبناء آدم، كانوا يحبونهم كثيراً، فلما مات أولهم حزنوا عليه حزناً شديداً، فجاءهم الشيطان، فوسوس لهم أن يصوروا مثله في قبلتهم، إذا نظروا إليه في صلاتهم ذكروه، ففعلوا، حتى مات خمستهم، فصوروا صورهم في مسجدهم، ثم وسوس لهم فصنعوا صوراً أخرى لناديهم، ثم وسوس لهم فجعل كل منهم صوراً له في بيته، بل كان يحملها معه إلى عمله أو في سفره، وكانت التماثيل من نحاس أو رصاص أو صلصال، حتى وصل ببعض العرب أن صنع إلهه من عجوة فلما جاع أكله.
بدأ الاهتمام بالصور والتماثيل كتذكار لعابد صالح، يعتزون به، ويقدسونه لصلاحه، ويتذكونه ليقتفوا أثره، فلما ماتت أجيالهم، ودرس العلم بحقيقتهم، عبدتهم الأجيال اللاحقة، ومن بعد نوح ظلت الأصنام تعبد، فهذا هود -عليه السلام- يقول لقومه عاد: {قال يا قوم اعبدوا الله ما لكم من إله غيره إن أنتم إلا مفترون} [هود: 50] ويجيبه قومه {يا هود ما جئتنا ببينة وما نحن بتاركي ءالهتنا عن قولك وما نحن لك بمؤمنين} [هود: 53] وهذا صالح -عليه السلام- يقول لقومه ثمود {قال يا قوم اعبدوا الله ما لكم من إله غيره هو أنشأكم من الأرض واستعمركم فيها فاستغفروه ثم توبوا إليه} [هود: 61] من عبادة الأصنام {إن ربي قريب مجيب* قالوا يا صالح قد كنت فينا مرجواً قبل هذا أتنهانا أن نعبد ما يعبد ءاباؤنا وإننا لفي شك مما تدعونا إليه مريب} [هود: 61، 62] وهذا إبراهيم -عليه السلام- يقول لقومه {ماذا تعبدون* أئفكاً ءالهة دون الله تريدون* فما ظنكم برب العالمين} [الصافات: 85 - 87].
وقال لأبيه وقومه {ما هذه التماثيل التي أنتم لها عاكفون* قالوا وجدنا ءاباءنا لها عابدين* قال لقد كنتم أنتم وءاباؤكم في ضلال مبين* قالوا أجئتنا بالحق أم أنت من اللاعبين* قال بل ربكم رب