الثالثة "من جر ثوبه من الخيلاء" وفي الرواية الرابعة "من جر إزاره، لا يريد بذلك إلا المخيلة" وفي الرواية السابعة "إلى من يجر إزاره بطراً" وأكثر الطرق جاءت بلفظ الإزار، قال الطبري: إنما ورد الخبر بلفظ الإزار لأن أكثر الناس في عهده صلى الله عليه وسلم كانوا يلبسون الإزار والرداء، فلما لبس الناس القميص وغيره كان حكمها حكم الإزار. اهـ قال ابن بطال: هذا قياس صحيح، لو لم يأت النص بالثوب، فإنه يشمل جميع ذلك. اهـ ولا قياس مع النص، وروايتنا الأولى والثانية والثالثة تنص على الثوب والثياب، ولابس الإزار والثوب حامله، وما زاد على المحمول يعتبر مجروراً، فجر الشيء جذبه وسحبه، وأما الإسبال فهو الإرخاء، يقال: أسبل الشيء، وأسبل الثوب، أرسله وأرخاه، وهل المراد هنا مجرد الإسبال؟ أو الجر على الأرض؟ سيأتي في بيان القدر المطلوب، والخيلاء بالمد، والمخيلة والبطر والكبر والزهو والتبختر كلها بمعنى واحد، كذا قال النووي، وقال الحافظ ابن حجر: أصل البطر الطغيان عند النعمة، واستعمل بمعنى التكبر، وقال الراغب: أصل البطر دهش يعتري المرء عند هجوم النعمة، يحول بينه وبين القيام بحقها، و"بطراً" في روايتنا السابعة رويت بفتح الطاء على المصدر، وبكسرها على الحال من فاعل "يجر" أي يجره تكبراً وطغياناً، و"من" في قوله "من الخيلاء" في روايتنا الثانية والثالثة سببية، أي بسبب الخيلاء، وهل هذا التقييد للاحتراز؟ أو لا؟ سيأتي تفصيله والخلاف فيه، في فقه الحديث.
(يوم القيامة) التقييد بيوم القيامة للإشارة إلى أنه محل الرحمة المستمرة الدائمة، بخلاف رحمة الدنيا، فإنها قد تنقطع بما يحدث من الحوادث، فالتخويف بفقدها أعظم.
(وفي إزاري استرخاء) أي طول نحو الأرض، ناشئ من عدم شده في الوسط.
(ثم قال: زد، فزدت) مفعولاً "زد" محذوفان للعلم بهما، أي زد إزارك رفعاً، فزدته رفعاً.
(فمازلت أتحراها بعد) أي فمازلت منذ سمعته أتحرى الحالة التي رفعت إليها إزاري كلما لبسته.
(إلى أين؟ ) أي إلى أين رفعت إزارك؟
(أنصاف الساقين) "أنصاف" بالجر، بحرف جر محذوف، متعلق بمحذوف، أي رفعته إلى أنصاف الساقين.
(فجعل يضرب الأرض برجله، وهو أمير على البحرين، وهو يقول: جاء الأمير. جاء الأمير) في ملحق الرواية "كان مروان يستخلف أبا هريرة" و"كان أبو هريرة يستخلف على المدينة" وعند أحمد "كان مروان يستعمل أبا هريرة على المدينة، فكان إذا رأى إنساناً يجر إزاره ضرب برجله، ثم يقول: قد جاء الأمير. قد جاء الأمير، ثم يقول: قال أبو القاسم صلى الله عليه وسلم "إن الله لا ينظر إلى من يجر إزاره بطراً" وعند أحمد أيضاً "كان مروان يستخلف أبا هريرة على المدينة، فيضرب برجله، فيقول: خلو الطريق خلوا الطريق، قد جاء الأمير. قد جاء الأمير".