فلاحي العجم، وقيل: زعيم القرية ورئيسها، وهو عجمي معرب، وقيل: النون فيه أصلية، مأخوذ من الدهقنة، وهي الرياسة، فينون، ولا يمنع من الصرف، وقيل: النون زائدة، من الدهق، وهو الامتلاء، فيمنع من الصرف، قال القاضي: يحتمل أنه سمي به من جمع المال، وملأ الأوعية منه، قالوا: ويحتمل أن يكون من الدهقنة والدهمة، وهي لين الطعام، لأنهم يلبنون طعامهم وعيشهم لسعة أيديهم وأحوالهم، وقيل: لحذقه ودهائه، والظاهر أن هذا الدهقان كان ساقي الأمير، لتكرر قيامه بسقي حذيفة، ولا مانع من أن يتقرب زعيم القرية بسقي الأمير بنفسه المرة بعد المرة، وفي ملحق الرواية "فأتاه إنسان بإناء من فضة" أي بشراب في إناء من فضة، وفي الرواية الخامسة "فسقاه مجوسي في إناء من فضة" وفي هذه الرواية مجاز المشارفة، أي فأراد مجوسي سقيه في إناء من فضة، وفي رواية للبخاري "فأتاه دهقان بقدح من فضة" أي بشراب في قدح، والشراب كان ماء، ففي رواية للبخاري "بماء في إناء".

(فرماه به) أي فرمى الدهقان بالإناء، وفي رواية "فرمى به في وجهه" وفي رواية "فحذفه به" وفي رواية "فرماه به فكسره" وفي رواية "ما يألو أن يصيب به وجهه".

(وقال: إني أخبركم أني قد أمرته ألا يسقيني فيه) في رواية للبخاري "فقال: إني لم أرمه إلا أني نهيته فلم ينته" وفي رواية له "لم أكسره إلا أني نهيته، فلم يقبل" وفي رواية "ثم أقبل على القوم، فاعتذر" وفي رواية "لولا أني تقدمت إليه مرة أو مرتين، لم أفعل به هذا" وفي رواية "فرمى به في وجهه، قال: فقلنا: اسكتوا، فإنا إن سألناه لم يحدثنا، قال: فسكتنا، فلما كان بعد ذلك قال: أتدرون لم رميت بهذا في وجهه؟ قلنا: لا. قال: ذلك أني كنت نهيته ... ".

(عن ابن عمر -رضي الله عنهما- أن عمر بن الخطاب) هكذا رواه أكثر أصحاب نافع، فهو من مسند ابن عمر، وكذا هو في روايتنا السابعة والثامنة والتاسعة، لكن النسائي أخرجه "عن عمر أنه رأى حلة" فجعله في مسند عمر، قال الدارقطني: المحفوظ أنه من مسند ابن عمر.

(رأى حلة سيراء) قال أبو عبيد: الحلل برود اليمن، والحلة إزار ورداء، زاد ابن الأثير: إذا كانا من جنس واحد، وحكى القاضي عياض أن أصل تسمية الثوبين حلة، أنهما يكونان جديدين، قد حل طيهما، وقيل: لا يكون الثوبان حلة، حتى يلبس أحدهما فوق الآخر، فإذا كان فوقه فقد حل عليه، والأول أشهر، والسيراء بكسر السين وفتح الياء والراء والمد، هي برود يخالطها حرير، قال مالك: هو الوشى من الحرير، والوشى بفتح الواو وسكون الشين بعدها ياء، وقال الأصمعي، ثياب فيها خطوط من حرير أو قز، وإنما قيل لها "سيراء" لتسيير الخطوط فيها، وقال الخليل: ثوب مضلع بالحرير، وقيل: مختلف الألوان، فيه خطوط ممتدة، كأنها السيور.

قال الخليل: ليس في الكلام فعلاء، بكسر الفاء مع المد سوى سيراء، وحولاء، وهو الماء الذي يخرج على رأس الولد، وعنباء، لغة في العنب، ونقل عياض عن سيبويه، قال: لم يأت فعلاء صفة، لكن اسماً، وهو الحرير الصافي.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015