لفظ "طويل" تفسيراً لمشعان، وقيل: هو الطويل جداً، فوق الطول المعروف، وقيل: هو الطويل شعث الرأس، وقيل: هو الجافي الثائر الرأس.
(أبيع؟ أم عطية) المراد من العطية الهبة، كما جاء في شك الراوي.
(قال: لا. بل بيع) لا. أي ليس عطية.
(فاشترى منه شاة) في رواية "فاشترى منها شاة" أي من الغنم.
(فصنعت) أي فذبحت وسلخت، وأخرج كرشها وصنف.
(وأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بسواد البطن أن يشوى) "سواد البطن" هو الكبد، أو كل ما في البطن من كبد ورئتين وقلب وكليتين وغير ذلك.
(ما من الثلاثين ومائة إلا حز له رسول الله صلى الله عليه وسلم حزة حزة من سواد بطنها) الحزة بضم الحاء القطعة من اللحم وغيره، يقال: حزه، يحزه حزاً قطعه ولم يفصله.
(إن كان شاهداً أعطاه) المفعول الثاني محذوف أي إن كان حاضراً القطع أعطاه قطعة، وفي رواية للبخاري "إن كان شاهداً أعطاها إياه" قال الحافظ ابن حجر: وهو من القلب، أي جعل المفعول الثاني أولاً، والأول ثانياً، وأصله أعطاه إياها.
(فأكلنا منهما أجمعون) يحتمل أن يكونوا اجتمعوا على القصعتين، فيكون فيه معجزة أخرى، لكونهما وسعتا أيدي القوم، ويحتمل أن يريد أنهم أكلوا كلهم من القصعتين في الجملة، أعم من الاجتماع والافتراق.
(وفضل في القصعتين، فحملته على البعير) أي وفضل في القصعتين طعام، فحمله في القصعتين، وفي رواية للبخاري "ففضلت القصعتان فحملناه" ومعناها: وفضلت القصعتان فيهما طعام، فالضمير أيضاً للطعام الباقي فيهما، ولو أراد القصعتين لقال: حملناهما.
(أو كما قال) شك من الراوي في بعض الألفاظ، أهي بلفظها أم بمعناها؟
(إن أصحاب الصفة كانوا ناساً فقراء) الصفة مكان كان في مؤخر المسجد النبوي، مظلل، أعد لنزول الغرباء فيه، ممن لا مأوى له ولا أهل، وكانوا يكثرون فيه ويقلون، بحسب من يتزوج منهم أو يموت أو يسافر، وقد سرد أسماءهم أبو نعيم في الحلية، فزادوا على المائة، وكان منهم أبو هريرة، كان الرجل إذا قدم على النبي صلى الله عليه وسلم وكان له بالمدينة عريف نزل عليه، فإذا لم يكن له عريف نزل مع أصحاب الصفة، يقول أبو هريرة، وكنا إذا أمسينا حضرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم فيأمر كل رجل، فينصرف برجل أو أكثر، فيبقى من يبقى، عشرة أو أقل أو أكثر، فيأتي النبي صلى الله عليه وسلم بعشائه، فنتعشى معه، قال: فإذا فرغنا قال: ناموا في المسجد.