(آرسلك أبو طلحة؟ ) بهمزة ممدودة للاستفهام.
(فانطلق، وانطلقت بين أيديهم، حتى جئت أبا طلحة، فأخبرته) في رواية "فقال للقوم: انطلقوا. فانطلقوا، وهم ثمانون رجلاً" وفي أخرى "فلما قلت له: إن أبي يدعوك، قال لأصحابه: يا هؤلاء. تعالوا، ثم أخذ يدي، فشدها، ثم أقبل بأصحابه، حتى إذا دنوا -أي من منزل أبي طلحة- أرسل يدي، فدخلت، وأنا حزين، لكثرة من جاء معه".
(فقالت: الله ورسوله أعلم) كأنها عرفت أنه فعل ذلك عمداً، ليظهر الكرامة في تكثير ذلك الطعام، أي إنه عرف الطعام ومقداره، فهو أعلم بالمصلحة، فلو لم يعلمها في مجيء الجمع العظيم لم يفعلها فلا تحزن يا أبا طلحة.
(فانطلق أبو طلحة حتى لقي رسول الله صلى الله عليه وسلم) أي فانطلق إلى خارج الدار، ليتلقى رسول الله صلى الله عليه وسلم وصحبه، وفي رواية "فاستقبله أبو طلحة، فقال: يا رسول الله، ما عندنا إلا قرص، عملته أم سليم" وفي رواية "إنما صنعت لك شيئاً" وفي روايتنا التاسعة "يا رسول الله إنما كان شيء يسير" وفي رواية "فقال أبو طلحة: يا رسول الله، إنما أرسلت أنساً يدعوك وحدك، ولم يكن عندنا ما يشبع من أرى. يا رسول الله. إنما هو قرص؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ادخل، فإن الله سيبارك فيما عندك".
(هلمي ما عندك يا أم سليم) في بعض الروايات "هلم" وهو في لغة الحجاز لا يؤنث، ولا يثنى، ولا يجمع، أي هات ما عندك.
(وعصرت عليه أم سليم عكة لها) "العكة" بضم العين وتشديد الكاف، إناء من جلد، مستدير، يجعل فيه السمن غالباً، وفي رواية "فقال: هل من سمن؟ فقال أبو طلحة: قد كان في العكة سمن، فجاء بها، فجعلا يعصرانها، حتى خرج، ثم مسح رسول الله صلى الله عليه وسلم به سبابته، ثم مسح القرص، فانتفخ.
(فأدمته) بمد الهمزة وقصرها، لغتان، وضمير الفاعل لأم سليم، أي جعلت فيه إداماً.
(ثم قال فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم ما شاء الله أن يقول) في الرواية السابعة "فمسها رسول الله صلى الله عليه وسلم، ودعا فيها بالبركة" وفي رواية "ثم قال: بسم الله. اللهم أعظم فيها البركة".
(ثم قال: ائذن لعشرة) ظاهره أنه صلى الله عليه وسلم دخل منزل أبي طلحة وحده، وهو كذلك، وقد صرح به في رواية، ولفظها "فلما انتهى رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى الباب قال لهم: اقعدوا، ودخل".
(وإنما أذن لعشرة عشرة فقط) لأن لا يتصور أن يتحلق حول القصعة أكثر من هذا العدد، فكان بهذا أرفق بهم، لئلا يبعد بعضهم عن القصعة.
(ثم هيأها، فإذا هي مثلها حين أكلوا منها) أي حين بدءوا الأكل منها، ومعنى "هيأها"