للبخاري "قال أنس: فأنزل الله تعالى لنبيه في الذين قتلوا، أصحاب بئر معونة قرآنا قرأناه، حتى نسخ بعد: بلغوا قومنا، فقد لقينا ربنا، فرضي عنا، ورضينا عنه".
(عمي الذي سميت به) أنس بن النضر.
(لم يشهد مع رسول الله صلى الله عليه وسلم بدرا، فشق عليه) في رواية "فكبر عليه ذلك".
(قال: أول مشهد شهده رسول الله صلى الله عليه وسلم غيبت عنه) الاستفهام إنكاري توبيخي، بمعنى ما كان ينبغي مهما كان عذري. قال ذلك أسفا. وقد أشار إلى الضرورة التي حالت بينه وبين المشهد بقوله "غيبت" بالبناء للمجهول، ولم يقل: غبت.
(وإن أراني الله مشهدا فيما بعد مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ليراني الله ما أصنع) في رواية للبخاري "لئن أشهدني الله مع النبي صلى الله عليه وسلم ليرين الله ما يجد" وظاهر هاتين الروايتين أن هذا القول كان لأصحابه، ولم يكن في حضرة النبي صلى الله عليه وسلم لكن عند البخاري "فقال: يا رسول الله، غبت عن أول قتال قاتلت المشركين، لئن الله أشهدني قتال المشركين ليرين الله ما أصنع" فيحتمل أنه قال هذا القول مرتين، والمراد من قوله "لئن أشهدني الله" و"إن أراني الله مشهدا" أي إن حضرت معركة مقاتلا، وقوله "ليراني الله ما أصنع" اللام في جواب قسم مقدر، و"ما أصنع" بدل من ضمير المتكلم في "يراني" وفي رواية للبخاري "ليرين الله ما أجد" بضم الهمزة وكسر الجيم وتشديد الدال، من الرباعي، يقال: أجد في الشيء يجد، إذا بالغ فيه، وقال ابن التين: صوابه بفتح الهمزة وضم الجيم، يقال: أجد -من الثلاثي- يجد إذا اجتهد في الأمر، أما أجد بتشديد الدال فإنما يقال لمن سار في أرض مستوية، ولا معنى لها هنا. قال: وضبطه بعضهم بفتح الهمزة وكسر الجيم وتخفيف الدال، من الوجدان، أي ما ألقي من الشدة في القتال. قال النووي "ليراني الله ما أصنع" هكذا هو في أكثر النسخ "ليراني" بالألف، وهو صحيح، ويكون "ما أصنع" بدلا من الضمير في "أراني" أي ليرى الله ما أصنع، ووقع في بعض النسخ "ليرين الله" بياء بعد الراء، ثم نون مشددة، وضبط بوجهين: أحدهما بفتح الياء والراء، أي يراه الله واقعا بارزا، والثاني بضم الياء وكسر الراء، ومعناه ليرين الله الناس ما أصنعه، وليبرزن الله كفاحي للناس.
(فهاب أن يقول غيرها) أي خشي أن يقول أكثر من هذا، خشي أن يلتزم شيئا فيعجز عنه، أو تضعف بنيته عنه، أو نحو ذلك، وليكون إبراء له من الحول والقوة، فاكتفى بهذه اللفظة المبهمة "ليرين الله ما أجد".
(فشهد مع رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم أحد، فاستقبل سعد بن معاذ) في رواية للبخاري "فلما كان يوم أحد، وانكشف المسلمون. قال: اللهم إني أعتذر إليك مما صنع هؤلاء -يعني أصحابه- وأبرأ إليك مما صنع هؤلاء -يعني المشركين، ثم تقدم" -أي نحو المشركين- "فاستقبله سعد بن معاذ" وفي مسند الطيالسي "فاستقبله سعد بن معاذ منهزما".