بن ملحان ورافع بن بديل بن ورقاء وعروة بن أسماء وعامر بن فهيرة، وغيرهم من خيار المسلمين". قال الحافظ ابن حجر: ويمكن الجمع بينه وبين الذي في الصحيح بأن الأربعين كانوا رؤساء، وبقية العدد أتباعا.

(فيهم خالي حرام) فحرام أخ لأم سليم، أم أنس.

(يقرءون القرآن، ويتدارسون بالليل، يتعلمون ... إلخ) في رواية البخاري "كنا نسميهم القراء في زمانهم" وقد وصفوا في الحديث بأعمالهم، فهم كانوا بالنهار يجيئون بالماء، فيضعونه في المسجد، ليشرب المصلون، ويتوضئوا منه وكانوا يحتطبون، فيبيعون ما احتطبوا، ويشترون بثمنه الطعام لأهل الصفة وللفقراء، وأهل الصفة أي أصحابها، وهم جماعة من الفقراء الغرباء الذين كانوا يأوون إلى مسجد النبي صلى الله عليه وسلم فيقيمون في الصفة وهي مكان مظلل في زاوية المسجد. وكانوا يصلون بالليل، ويتدارسون القرآن والعلم، فهم كانوا يعلمون ويتعلمون.

(فعرضوا لهم، فقتلوهم، قبل أن يبلغوا المكان) في رواية للبخاري "فعرض لهم حيان من بني سليم" تثنية حي أي جماعة من بني سليم، وفسرهما في الرواية بقوله "رعل وذكوان" بكسر الراء وسكون العين، و"ذكوان" بفتح الذال وسكون الكاف "عند بئر يقال لها: بئر معونة" بفتح الميم وضم العين، موضع من بلاد هذيل، بين مكة وعسفان، وهذه الوقعة تعرف بسرية القراء، وكانت في أوائل سنة أربع من الهجرة.

(وأتى رجل حراما، خال أنس -من خلفه، فطعنه برمح، حتى أنفذه، فقال حرام: فزت. ورب الكعبة) أي فزت بالشهادة والجنة، وقد أوضحت الروايات ما وقع، فعند البخاري "فانطلق حرام أخو أم سليم، ورجل أعرج، ورجل من بني فلان، قال لهما: كونا قريبا حتى أتيهم، فإن آمنوني كنتم وإن قتلوني أتيتم أصحابكم. فقال: أتؤمنوني أبلغ رسالة رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ فجعل يحدثهم، وأومأوا إلى رجل، فأتاه من خلفه فطعنه، حتى أنفذه بالرمح" "ثم مالوا على بقية أصحابه فقتلوهم إلا رجلا أعرج، صعد الجبل" وعند الطبراني "فخرج حرام، فقال: يا أهل بئر معونة. إني رسول رسول الله صلى الله عليه وسلم إليكم، فآمنوا بالله ورسوله، فخرج رجل من كسر البيت برمح، فضربه في جنبه، حتى خرج من الشق الآخر".

(فقالوا: اللهم بلغ عنا نبينا أنا قد لقيناك، فرضينا عنك، ورضيت عنا .... فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لأصحابه: إن إخوانكم قد قتلوا، وإنهم قالوا: اللهم بلغ عنا نبينا أنا قد لقيناك، فرضينا عنك، ورضيت عنا) في رواية البخاري "فأخبر جبريل -عليه السلام- النبي صلى الله عليه وسلم أنهم قد لقوا ربهم، فرضي عنهم وأرضاهم، قال أنس: فكنا نقرأ "أن بلغوا قومنا أن قد لقينا ربنا، فرضي عنا وأرضانا" ثم نسخ بعد، تلاوة، فلم يبق له حكم حرمة القرآن، كتحريمه على الجنب وغير ذلك. فدعا عليهم أربعين صباحا؛ على رعل وذكوان وبني عصية، الذين عصوا الله ورسوله" وفي رواية

طور بواسطة نورين ميديا © 2015