رسول الله، بطل عمل عامر؟ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "من قال ذلك" قال: قلت: ناس من أصحابك. قال "كذب من قال ذلك بل له أجره مرتين" ثم أرسلني إلى علي وهو أرمد فقال "لأعطين الراية رجلا يحب الله ورسوله أو يحبه الله ورسوله" قال: فأتيت عليا. فجئت به أقوده وهو أرمد، حتى أتيت به رسول الله صلى الله عليه وسلم، فبسق في عينيه فبرأ وأعطاه الراية وخرج مرحب فقال:
قد علمت خيبر أني مرحب ... شاكي السلاح بطل مجرب
إذا الحروب أقبلت تلهب
فقال علي:
أنا الذي سمتني أمي حيدره ... كليث غابات كريه المنظره
أوفيهم بالصاع كيل السندره
قال: فضرب رأس مرحب فقتله. ثم كان الفتح على يديه. قال إبراهيم حدثنا محمد بن يحيى حدثنا عبد الصمد بن عبد الوارث عن عكرمة بن عمار بهذا الحديث بطوله
-[المعنى العام]-
سلمة بن الأكوع، الصحابي الجليل، الذي يمتاز بخفة الجسم، ورقة الساقين، وسرعة الجري، وحدة الذهن، وتعلم فوق ذلك صنعة الرمي، يعد ويبري نبله، كما يبري المعلم قلمه، ويختاره من فروع الأشجار الصلبة، بحيث ينفذ في جسم هدفه فيؤذيه ويختار قوسه ووتره بحيث يقوى على دفع نبله إلى أبعد مدى، وبعد هذا وذاك كان راميا، قوي البصر، دقيق تحديد الهدف يجيد الإصابة، لا يكاد يخطئ فهو بهذه الصفات يصيب غيره، ولا يصيبه غيره، إن طلب هدفا أو رجلا أدركه، وإن طلبه وقصد إيذاءه رجل لم يدركه.
إنه بطل شجاع، مهاجم مغامر، جريء محاور، يرعب خصمه، ولا يرهب عدوا، وفوق كل هذا مؤمن بقضيته، يحارب من أجل عقيدته، يحب الرسول صلى الله عليه وسلم، حتى لا يكاد يحلف بربه إلا بتكريم نبيه، فتراه يقول كثيرا: والذي كرم وجه محمد صلى الله عليه وسلم
وتراه يحرص دائما على أن يكون الجندي الوفي الأول للنبي محمد صلى الله عليه وسلم، فلا عجب أن يقول عنه صلى الله عليه وسلم "خير رجالتنا اليوم سلمة" أي خير الجنود المشاة على أرجلهم في هذه المعركة سلمة، ولا عجب أن يحكي هو بنفسه لنا عن بطولاته في ثلاث معارك، ليس ذلك من قبيل الفخر والخيلاء، وإنما من قبيل {وأما بنعمة ربك فحدث} [الضحى: 11] وفي ذلك حث وإثارة لغيره أن يقتدي به، ليس من قبيل الفخر والخيلاء، فهو المتواضع الذي لا يستحيي أن يقول عن نفسه: كنت