(فلما رأوا السهم وقفوا) خائفين مستسلمين.
(فجئت بهم أسوقهم) أمامي أسرى.
(وفيهم امرأة من بني فزارة عليها قشع من أدم) "القشع" بفتح القاف وكسرها لغتان مشهورتان مع سكون الشين.
وفسره الراوي بالنطع وهو صحيح. اهـ. أي عليها كساء من جلد مدبوغ.
(فنفلني أبو بكر ابنتها) "فنفلني" بتشديد الفاء والتنفيل إعطاء نافلة زائدة على الحق الواجب.
(وما كشفت لها ثوبا) كناية عن عدم مواقعتها.
(فلقيني رسول الله صلى الله عليه وسلم في السوق) أي في سوق المدينة.
(هب لي المرأة) التي نفلك أبو بكر إياها وهي ابنة الفزارية.
(فقلت: يا رسول الله صلى الله عليه وسلم والله لقد أعجبتني) اعتذار عن عدم الإجابة إلى الهبة المطلوبة لكن بأدب.
-[فقه الحديث]-
الحديث ظاهر في جواز تنفيل الإمام أو القائد بعض الرعية أو أحد أفراد الجيش تشجيعا وإكراما له على جهد في الخير قال النووي: وقد يحتج به من يقول: التنفيل من أصل الغنيمة وقد يجيب عنه الآخرون بأنه حسب قيمتها ليعوض أهل الخمس عن حصتهم كما هو ظاهر فيما ترجم له من جواز فداء أسرى المسلمين.
وجواز التفريق بين الأم وولدها البالغ ولا خلاف في جوازه عن الشافعية.
وجواز استيهاب الإمام أهل جيشه بعض ما غنموه ليفادي به مسلما أو يصرفه في مصالح المسلمين أو يتألف به من في تألفه مصلحة كما فعل صلى الله عليه وسلم هنا وفي غنائم حنين.
وجواز قول الإنسان للآخر: لله أبوك ولله درك.
ولهذا الحديث علاقة بباب الأنفال المذكور قبل باب.
والله أعلم.