(ثم خطب صلى الله عليه وسلم)، وفي الرواية الثامنة "ثم قام رسول الله صلى الله عليه وسلم خطيبًا من العشي" من اليوم نفسه.

(ألا كلما نفرنا، غازين في سبيل اللَّه خلف أحدهم؟ ) أي تخلف أحد الناس عنا، وبقي في المدينة، حيث لا رجال وفي الرواية السادسة "كلما نفرنا غازين في سبيل الله، تخلف أحدكم"؟ وفي الرواية الثامنة "أو كلما انطلقنا غزاة في سبيل الله، تخلف رجل في عيالنا"؟ أي في نسائنا؟ وفي ملحقها "فما بال أقوام إذا غزونا، يتخلف أحدهم عنا"؟ .

(له نبيب كنبيب التيس) "التيس" ذكر الماعز، ونبيب التيس صياحه وصوته عند ركوبه على أنثاه.

(يمنح أحدهم الكثبة) بضم الكاف وسكون الثاء، كل قليل مجتمع من طعام أو لبن أو غير ذلك، وفي الرواية السادسة "يمنح إحداهن الكثبة" وفيها "ينب نبيب التيس" و"لا ينب" بفتح الياء وكسر النون وتشديد الباء.

(أما واللَّه. إن يمكني من أحدهم لأنكلنه عنه) "يمكني" بضم الياء وسكون الميم وكسر الكاف، مضارع أمكن، أي إن يمكني الله من أحد هؤلاء، لأجعلنه نكالاً، أي عظة وعبرة لمن بعده، بما أصيبه من العقوبة عن هذا الفعل القبيح. وفي الرواية السادسة "إن الله لا يمكني من أحد منهم إلا جعلته نكالاً، أو نكلته" يقال: نكل به، بتشديد الكاف، أي عاقبه بما يردعه، ويخيف غيره من إتيان صنيعه.

(ثم جاءته امرأة من غامد، من الأزد) قال النووي: "غامد" بالغين، بطن من جهينة، وكأنه يجمع بذلك بين روايتنا التاسعة والعاشرة عن بريدة، وبين روايتنا الحادية عشرة، عن عمران، وفيها "أن امرأة من جهينة، على أن القصة واحدة. ومال الحافظ ابن حجر إلى أنهما قضيتان، فقال: جمع بين روايتي "بريدة" بأن في الثانية زيادة، فتحمل الأولى على أن المراد بقوله "إلى رضاعه" أي تربيته، وجمع بين حديثي عمران وبريدة، أن الجهنية كان لولدها من يرضعه، بخلاف الغامدية.

(فقال: حتى تضعي ما في بطنك) غاية لمحذوف، تقديره: لا أطهرك حتى تضعي ما في بطنك. وفي الرواية العاشرة "إما لا" قال النووي: هو بكسر الهمزة من "إما" وتشديد الميم، وبالإمالة، ومعناه: إذا أبيت أن تستري على نفسك، وتتوبي، وترجعي عن قولك، فاذهبي حتى تلدي. اهـ.

وفي الرواية الحادية عشرة "فدعا نبي الله صلى الله عليه وسلم وليها، فقال: أحسن إليها، فإذا وضعت فأتني بها" قال النووي: هذا الإحسان له سببان: الأول: الخوف عليها من أقاربها، أن تحملهم الغيرة، ولحوق العار بهم أن يؤذوها، فأوصى بالإحسان إليها، تحذيرًا لهم من ذلك. الثاني: أمر بالإحسان إليها رحمة بها، إذ قد تابت، وحرض على الإحسان إليها لما في نفوس الناس من النفرة من مثلها، وإسماعها الكلام المؤذي، ونحو ذلك، فنهي عن هذا كله.

وفي الرواية التاسعة "فكفلها رجل من الأنصار" أي قام بمؤنتها ومصالحها، وليس هو

طور بواسطة نورين ميديا © 2015