توكيد - "يريد السن" فتكلم حويصة، ثم محيصة أي ثم عبد الرحمن، ففي الرواية الأولى "فصمت، فتكلم صاحباه" وتكلم معهما أي بعدهما.
(فقال لهم رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: أتحلفون خمسين يمينًا، فتستحقون صاحبكم؟ أو قاتلكم؟ ) معناه أيحلف منكم خمسون رجلاً خمسين يمينًا، فيثبت حقكم على من حلفتم عليه؟ أي فأحكم لكم بثبوت حقكم فيمن تعينونه قاتلاً؟ وفي الرواية الثانية "يقسم خمسون منكم على رجل منهم، فيدفع برمته"؟ أي فيدفع إليكم من تعينونه؟ والرمة بضم الراء، وتشديد الميم الحبل، والمراد هنا الحبل الذي يربط في رقبة القاتل، ويسلم فيه إلى ولي القتيل.
(قالوا: وكيف نحلف؟ ولم نشهد)؟ استفهام إنكاري، أو تعجبي، والمراد به النفي، أي لا نحلف، وفي الرواية الثانية "أمر لم نشهده. كيف نحلف؟ " وفي الرواية الثالثة "ما شهدنا ولا حضرنا"؟ وفي الرواية السادسة "قالوا: لا"، وفي بعض الروايات أنه طلب منهم البينة - شاهدين - ففي رواية للبخاري "فقال لهم: تأتون بالبينة على من قتله؟ قالوا: ما لنا ببينة".
(فقال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: إما أن يدوا صاحبكم، وإما أن يؤذنوا بحرب) أي إما أن يدفعوا دية صاحبكم، وإما أن يعلمونا بحرب، إن هم أقروا بقتله خطأ، أو ثبت عليهم القتل بقسامتكم. فقوله "يؤذنِوا" بكسر الذال.
(فتبرئكم يهود بخمسين يمينًا) "يهود" ممنوع من الصرف، للعلمية والتأنيث، لأنه اسم القبيلة والطائفة.
وقوله "فتبرئكم" بضم التاء وفتح الباء وكسر الراء المشددة، يقال: برأه من الذنب والتهمة، بتشديد الراء أي خلصه منه، وقضى ببراءته، والمعنى يخلصونكم من اليمين، بأن يحلفوا. أو "فتبرأكم يهود" بفتح التاء وسكون الباء وفتح الراء، من برئ يبرأ، بكسر الراء في الماضي، وفتحها في المضارع، يقال: برئ فلان من التهمة إذا خلص منها، أو بضم الراء، يقال: برؤ من التهمة إذا خلا منها، والمعنى فتبرأ منكم يهود، أي فتبرأ من دعواكم، وتبرأ من خصومتكم، ففيه حذف حرف الجر، وإيصال المجرور بالفعل.
(وكيف نقبل أيمان قوم كفار؟ ) الاستفهام إنكاري بمعنى النفي، وفي الرواية الثانية "قوم كفار" خبر مبتدأ محذوف أي هم قوم كفار، لا نقبل يمينهم، وفي الرواية السادسة "ليسوا بمسلمين" وعند البخاري "لا نرضى بأيمان اليهود" وفي رواية "ما يبالون أن يقتلونا أجمعين ثم يحلفون".
(أعطى عقله) أي أعطى ديته، وسميت الدية عقلاً تسمية بالمصدر، لأن الإبل كانت تعقل بفناء ولي القتيل، ثم كثر الاستعمال، حتى أطلق العقل على الدية، ولو لم تكن إبلاً. وعاقلة الرجل قراباته من قبل الأب، وهم عصبته، وهم الذين كانوا يعقلون الإبل على باب ولي المقتول.
وفي الرواية الثانية "فوداه رسول الله صلى الله عليه وسلم من قبله" بكسر القاف وفتح الباء، أي من جهته، ومن