(هم إخوانكم) "هم" يعود على المماليك، والمراد من الأخوة الأخوة في الإنسانية، وفي الرواية الحادية عشرة: "إخوانكم وخولكم" فإخوانكم خبر مبتدأ محذوف، أي هم إخوانكم، أو مبتدأ خبره "جعلهم الله تحت أيديكم"، والخول بفتح الخاء والواو، عطية الله من النعم والعبيد والإماء وغيرهم من الأتباع والحشم، يقال للواحد والجمع، والذكر والأنثى.

(فإن كلفه ما يغلبه فليبعه) في الملحق الثاني "فليعنه عليه" قال النووي: الثانية هي الصواب، الموافقة لباقي الروايات.

(للمملوك طعامه وكسوته) "كسوته" بضم الكاف وكسرها، لغتان، الكسر أفصح، ونبه بالطعام والكسوة على سائر المؤن التي يحتاج إليها العبد.

(إذا صنع لأحدكم خادمه طعامه) "خادمه" بالرفع، فاعل "صنع".

(وقد ولي حره ودخانه) أي تولى طبخه، فأصابه حر ناره، ودخانها، وعند البخاري "ولي حره وعلاجه" أي تحصيل آلاته، وصناعته.

(فإن كان الطعام مشفوهًا قليلاً) "مشفوهًا" بفتح الميم وسكون الشين وضم الفاء "أصله الذي تكثر عليه الشفاه، حتى يقل، وفسره في الحديث بقوله "قليلاً" إشارة إلى أن محل الإجلاس أو المناولة ما إذا كان الطعام قليلاً، وإنما كان كذلك، لأنه إذا كان كثيرًا وسع السيد والخادم، فإن القلة مظنة أن لا يفضل منه شيء.

(فليضع في يده منه أكلة أو أكلتين) بضم الهمزة وسكون الكاف وفتح اللام، وهي اللقمة، و"أو" للتقسيم بحسب حال الطعام، وحال الخادم، والقلة منسوبة إلى من اجتمع عليه، ومقتضى ذلك أن الطعام إذا كان كثيرًا، فإما أن يقعده معه، وإما أن يجعل حظه منه كثيرًا.

(إذا نصح لسيده) أي أخلص خدمته، وقام بما يصلح أموره.

(للعبد المملوك المصلح) المصلح أمر سيده، وأمر ربه.

(ليس عليه حساب، ولا على مؤمن مزهد) بضم الميم وسكون الزاي وكسر الهاء، ومعناه قليل المال، والمراد بهذا الكلام أن العبد إذا أدى حق الله تعالى، وحق مواليه، فليس عليه حساب، لكثرة أجره، وعدم معصيته، قال النووي: وهذا الذي قاله كعب يحتمل أن يكون قد أخذه بتوقيف عن النبي صلى الله عليه وسلم، ويحتمل أنه بالاجتهاد، لأن من رجحت حسناته، وأوتي كتابه بيمينه، فسوف يحاسب حسابًا يسيرًا، وينقلب إلى أهله مسرورًا.

(نعما للمملوك أن يتوفى، يحسن عبادة اللَّه، وصحابة سيده) "نعما" فيها ثلاث لغات، إحداها كسر النون مع إسكان العين، والثانية كسرها، والثالثة فتح النون مع كسر العين، والميم

طور بواسطة نورين ميديا © 2015