بظهره أثرًا - أي أثرًا لضربه إياه - فقال له: أوجعتك؟ - سؤال تأثر وتأسف وتحسر على أن ضربه - قال: لا. قال: فأنت عتيق".
(فأخذ من الأرض عودًا أو شيئًا) أي كورقة شجرة جافة، والمقصود شيئًا تافها.
(ما فيه من الأجر ما يسوى هذا) الإشارة إلى العود التافه، ومعنى "ما فيه" أي ما في عتقي له من الأجر، و"ما يسوى" بفتح الياء وسكون السين وفتح الواو، وفي بعض النسخ "ما يساوى" وهذه هي اللغة الفصيحة الصحيحة المعروفة، والأولى عدها أهل اللغة في لحن العوام، وأجاب بعض العلماء عن هذه اللفظة بأنها تعتبر من بعض الرواة، لا أن ابن عمر نطق بها، ومعنى كلام ابن عمر أنه ليس في إعتاقه أجر المعتق تبرعًا، وإنما عتقه كفارة لضربه. أي أجر مقابل بإثم ضربه.
(إلا أني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول) قيل: هو استثناء منقطع، فالمستثنى ليس من جنس المستثنى منه، فإلا بمعنى لكن، وفي الرواية الثانية، "إني سمعت .. " على الاستئناف التعليلي. وقيل: الاستثناء متصل من عموم العلل والأسباب، أي ما أعتقته لسبب من الأسباب إلا لسبب سماعي قول رسول الله صلى الله عليه وسلم.
(من لطم مملوكه أو ضربه) المملوك أعم من العبد والأمة، وهو المراد من الغلام في الرواية الثانية، وإن كان الغلام يشمل الحر والمملوك، يقال: لطمه يلطمه، بفتح الطاء في الماضي، وكسرها في المضارع، ضرب خده، أو صفحه جسده بالكف مبسوطة، والضرب الإصابة والصدم، فبينه وبين اللطم عموم وخصوص، فكل لطم ضرب، ولا عكس، ويطلق الضرب على الجلد، قال تعالى {وخذ بيدك ضغثًا فاضرب به ولا تحنث} [ص: 44] وهذا المعنى يناسب قوله في الرواية الثانية "من ضرب غلاما له، حدًا لم يأته" أي عقابًا لم يأت الغلام ما يناسبه من الجرم.
(عن معاوية بن سويد قال: لطمت مولى لنا) معاوية هذا ابن أحد الإخوة السبعة من بني مقرن - بضم الميم وفتح القاف وكسر الراء المشددة، ابن سويد راوي الرواية الخامسة، والمذكور في الرواية الرابعة، والمراد من المولى المعتق بفتح التاء والمنعم عليه، والمراد منه هنا غلام لهم، يظهر أنهم ملكوه بعد قصة الجارية.
(فهربت) هرب خوفًا من أبيه، حتى يسكن غضبه.
(فدعاه ودعاني) أي دعا الضارب والمضروب، معاوية والعبد.
(ثم قال: امتثل منه) ثم قال الأب للغلام، امتثل من معاوية، أي عاقبه، والطمه قصاصًا بمثل ما لطمك.
(ثم قال) أي ثم قال الأب سويد.
(ليس لنا إلا خادم واحدة) الخادم يطلق على الذكر والأنثى، رقيقًا أو حرًا، ولا يقال: خادمة