بلغنا سد الصهباء حلت" أي طهرت من الحيض، وفي رواية "دفعها إلى أمي أم سليم حتى تهيئها وتصبنها وتعتد عندها" وفي رواية للبخاري "أقام النبي صلى الله عليه وسلم بين خيبر والمدينة ثلاثاً، يبني عليه بصفية بنت حيي" فكأنه صلى الله عليه وسلم سار بالجيش ومعه صفية عائداً إلى المدينة حتى وصل إلى سد الصهباء، على بعد ستة أميال من خيبر نزل فأقام ثلاثاً، وفي الرواية الخامسة "ثم خرج من خيبر، حتى إذا جعلها في ظهره نزل، ثم ضرب عليها القبة".
(فقال: من كان عنده شيء فليجئ به. قال: وبسط نطعاً) وفي رواية "فليجئني به" والنطع فيه أربع لغات مشهورات، فتح النون وكسرها، مع فتح الطاء، وإسكانها، أفصحن كسر النون مع فتح الطاء، وهو فراش يوضع عليه الطعام، أشبه بما يعرف اليوم بالمشمع، وفي الرواية الرابعة "فحصت الأرض أفاحيص" بضم الفاء وكسر الحاء المخففة، أي كشف التراب من أعلاها، حفرت قليلاً، لتوضع الأنظاع في المحفور، فتجمع الطعام، ولا يتبعثر في الجوانب.
(فجعل الرجل يجيء بالأقط) وهو لبن محمض مجمد حتى يستجحر، وعند الحاجة إليه يطبخ.
(فحاسوا حيساً) أي جعلوا ذلك حيساً والحيس بفتح الحاء وسكون الياء هو مجموع الأقط والتمر والسمن يخلط ويعجن بالماء، ثم يؤكل.
(فكانت وليمة رسول الله صلى الله عليه وسلم) "كان" تامة، و"وليمة" فاعل، أي. حصلت بذلك وليمة رسول الله صلى الله عليه وسلم، أو "كان" ناقصة، واسمها ضمير، و"وليمة" خبرها، أي فكانت هذه الخلطة وليمة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وفي الرواية الخامسة "حتى جعلوا من ذلك سواداً" أي كما كثيراً "حيساً".
(فلما أراد أن يركب حجبها) في رواية للبخاري قال أنس: "فرأيته يحوي لها وراءه بعباءة، ثم يجلس عند بعيره، فيضع ركبته، وتضع صفية رجلها على ركبته، حتى تركب" وفي رواية له "فلما ارتحل وطأ لها خلفه، ومد الحجاب".
(فلما دنوا من المدينة دفع رسول الله صلى الله عليه وسلم، ودفعنا) أي دفع راحلته لتسرع، ودفعنا وأسرعنا، تعجلاً للوصول إلى الأهل، وفي الرواية الخامسة "فانطلقنا، حتى إذا رأينا جدر المدينة" أي مبانيها وحوائطها "هششنا إليها" بشينين، الأولى مكسورة مخففة، ومعناها نشطنا وخففنا وانبعثت نفوسنا إليها، يقال: هششت بكسر الشين في الماضي وفتحها في المضارع، وفي رواية "هشنا إليها" بشين واحدة مفتوحة مدغمة في الأخرى، ورواه بعضهم "هشنا" بكسر الهاء وإسكان الشين، من هاش يهيش، بمعنى هش.
(فعثرت الناقة العضباء) "العضباء" اسم لناقته صلى الله عليه وسلم.
(وندر رسول الله صلى الله عليه وسلم وندرت) أي وندرت صفية، أي سقط عن الناقة وسقطت