(كأنها بكرة عيطاء) "البكرة" الفتية من الإبل، أي الشابة القوية، و"العيطاء" بفتح العين وإسكان الياء بعدها طاء هي الطويلة العنق في اعتدال وحسن قوام، "والعيط" بفتح العين طول العنق، وفي الرواية التاسعة "مثل البكرة العنطنطة" بفتح العين بعدها نون مفتوحة ثم طاء ساكنة، ثم نون مفتوحة، ثم طاء، وهي كالعيطاء، وقيل: هي الطويلة فقط، والمشهور الأول.

(فعرضنا عليها أنفسنا) في الرواية الثانية عشرة "فخطبناها إلى نفسها" وفي الرواية التاسعة "فقلنا: هل لك أن يستمتع منك أحدنا"؟ .

(فقالت: ما تعطي؟ فقلت: ردائي. وقال صاحبي: ردائي) أي وقالت لصاحبي: ما تعطي؟ فقال: ردائي، وكأنها سألتهما واحداً واحداً، لكن في الرواية التاسعة "قالت: وما تبذلان؟ فنشر كل منا برده".

(وكان رداء صاحبي أجود من ردائي، وكنت أشب منه) أي أحسن شباباً منه، وفي الرواية التاسعة "ولي عليه فضل في الجمال، وهو قريب من الدمامة -بفتح الدال، وهي القبح -مع كل منا برد، فبردي خلق -بفتح اللام أي قريب من البالي- وأما برد ابن عمي فبرد جديد غض" أي طري ناعم جيد، وفي ملحق الرواية التاسعة "إن برد هذا خلق مح" أي قال ابن العم الدميم يبغض في برد الشاب الجميل: إن برد الشاب قديم بال والمح بميم مفتوحة وحاء مشددة البالي، كما قال في الرواية التاسعة "إن برد هذا خلق، وبردي جديد غض".

(فإذا نظرت إلى رداء صاحبي أعجبها، وإذا نظرت إلي أعجبتها، ثم قالت: أنت ورداؤك يكفيني) "أنت" خبر مبتدأ محذوف تقديره: المختار أنت، أو المقبول أنت. وجملة "ورداؤك يكفيني" معطوفة، هذا الإعراب خير من جعل "يكفيني" متنازعاً بين الضمير والرداء، لأنه لا يليق أن تقول له: أنت يكفيني، وفي الرواية التاسعة "فجعلت تنظر إلى الرجلين، ويراها صاحبي تنظر إلى عطفها" -والعطف بكسر وسكون الطاء الجانب، وقيل: من رأسها إلى وركها، أي جعل صاحبي ينظر إلى جمالها، ويتمناها لنفسه- "فتقول: برد هذا لا بأس به. ثلاث مرار أو مرتين" وفي ملحق الرواية التاسعة "قالت: وهل يصلح ذاك"؟ والاستفهام. إنكاري بمعنى النفي، أي قالت للجميل مشيرة إلى الدميم: لا يصلح لي ذاك، واختارت الجميل، وفي الرواية الثامنة عشرة "وجعلت تنظر فتراني أجمل من صاحبي، وترى برد صاحبي أحسن من بردي، فآمرت نفسها ساعة" -أي شاورت نفسها فترة من الزمن، "آمرت" بمد الهمزة، ومنه قوله تعالى {إن الملأ يأتمرون بك} [القصص: 20]. - ثم اختارتني".

(فمكثت معها ثلاثاً) في الرواية الثانية عشرة "فكن معنا ثلاثاً، ثم أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم بفراقهن" بضمير جمع النسوة، فيحتمل أنه يتحدث عن نفسه وعن ابن عمه الذي تمتع بأخرى وأن سبرة تمتع أيضاً بأخرى ليصح أنه تمتع ببردين أحمرين، كما جاء في آخر الرواية الخامسة عشرة، إذ يقول ابن شهاب أن سبرة قال: استمتعت امرأة من بني عامر ببردين أحمرين" أي امرأة

طور بواسطة نورين ميديا © 2015