بتاء المتكلم - عمر بن الخطاب - وكلاهما صحيح و"مليا" بتشديد الياء أي زمنا طويلا من الملاوة وهي القطعة من الدهر وقد فسر هذا الزمن الطويل في رواية أبي داود بثلاث ليال
(أتدري من السائل؟ ) "من" الاستفهامية خبر مقدم لصدارته، والسائل مبتدأ مؤخر وجملة الاستفهام علقت "تدري" عن العمل.
(الله ورسوله أعلم) قيل: إن "أعلم" على بابها، لأن تعجبهم من حال الرجل أدخل في نفوسهم أنه جني أو ملك وهذا كاف في الشركة في العلم.
(فإنه جبريل) الفاء في جواب شرط مقدر أي أما إن صرفتم العلم إلى الله ورسوله فإنه جبريل و"جبريل" لفظ سرياني معناه عبد الرحمن أو عبد العزيز فيما ذكر ابن عباس.
(أتاكم يعلمكم دينكم) إسناد التعليم إلى جبريل مجاز لأنه السبب في الجواب، وجملة "أتاكم" خبر بعد خبر، وجملة "يعلمكم" حالية.
الطريق الثاني
(أنكرنا ذلك) أي أنكرنا كلامه في نفي القدر.
(فحججت ... حجة) "حجة" بكسر الحاء وفتحها، وهذا لا يتنافى مع الرواية السابقة في أنه كان قارنا، لأن القارن حاج، والاتصاف بأحد الوصفين لا ينافي الاتصاف بهما.
الطريق الثالث
(بارزا للناس) أي ظاهرا ومنه قوله تعالى: {وبرزوا لله جميعا} [إبراهيم 21] وفي كيفية وسبب بروزه صلى الله عليه وسلم روى البزار "كان النبي صلى الله عليه وسلم يجلس بين ظهراني أصحابه فيجيء الغريب فلا يدري أهو هو؟ حتى يسأل فطلبنا لرسول الله صلى الله عليه وسلم أن نجعل له مجلسا كي يعرفه الغريب فبنينا له دكانا من طين يجلس عليه" أي دكة مرتفعة عن الأرض.
(ما الإيمان) "ما" اسم استفهام خبر مقدم، و"الإيمان" مبتدأ مؤخر، وفي هذه الرواية قدم السؤال عن الإيمان، وعلله الحافظ ابن حجر بأنه الأصل، وعلل تقديم السؤال عن الإسلام في الرواية السابقة بأنه بدأ بالأمر الظاهر ثم ترقى، ثم قال: ولا شك أن القصة واحدة، اختلف الرواة في تأديتها، وليس في السياق ترتيب والواقع أمر واحد، والتقديم والتأخير من الرواة.
(ولقائه) ليس المراد من اللقاء رؤية الله تعالى، لأنه لا يقطع أحد لنفسه برؤية الله تعالى، لأنه لا يدري بماذا يختم له، والرؤية خاصة بالمؤمنين.
(والبعث الآخر) في الجمع بين لقاء الله والبعث الآخر قالوا: اللقاء ما يكون بعد البعث عند الحساب ويجمعهما اليوم الآخر.