جازماً عزيمة محتمة. وفي رواية البخاري "أقسم بالله لتقرعن بها أبا هريرة" أي اذهب فقرع أبا هريرة على فتواه، وفي رواية "لتفزعن" بالفاء والزاي، من الفزع، وهو الخوف.
(فجئنا أبا هريرة وأبو بكر حاضر ذلك كله) المتكلم أبو بكر وكان الأصل أن يقول: وأنا حاضر ذلك كله. وفي هذه الرواية طي، توضيحه أن عبد الرحمن كره أن يذهب إلى أبي هريرة، لكن مروان أمير واجب الطاعة، ففي رواية النسائي " قال عبد الرحمن لمروان: إن أبا هريرة لجارئ وإني لأكره أن أستقبله بما يكره، فقال: أعزم عليك لتلقينه"، وفي رواية "فقال عبد الرحمن لمروان: "غفر الله لك، إنه لي صديق، ولا أحب أن أرد عليه قوله".
ورواية البخاري تفيد أنهما التقيا بأبي هريرة عفواً، ولم يذهبا إليه قاصدين، فلفظه "ثم قدر لنا أن نجتمع بذي الحليفة"، وكان لأبي هريرة هناك أرض، لكن في رواية مالك "فقال مروان لعبد الرحمن: أقسمت عليك لتركبن دابتي، فإنها بالباب، فلتذهبن إلى أبي هريرة فإنه بأرضه بالعقيق، فلتخبرنه. قال: فركب عبد الرحمن وركبت معه"، قال الحافظ ابن حجر: فهذا ظاهر في أنه قصد أبا هريرة لذلك، فيحمل قوله "ثم قدر لنا أن نجتمع معه" على المعنى الأعم من التقدير، لا على معنى الاتفاق. اهـ أي ذهبنا قاصدين فكان القدر أن نلقاه ونجتمع به.
(فذكر له عبد الرحمن) أي ذكر له ما كان من جواب عائشة وأم سلمة رضي الله عنهما. وفي رواية للبخاري "فقال عبد الرحمن لأبي هريرة: إني ذاكر لك أمراً، ولولا مروان أقسم علي فيه لم أذكره لك، فذكر قول عائشة وأم سلمة".
(فقال أبو هريرة: هما قالتاه لك؟ قال: نعم. قال هما أعلم) في بعض الروايات "هما أعلم برسول الله منا" وفي رواية "فتلون وجه أبي هريرة ثم قال: هكذا حدثني الفضل بن عباس".
وفي رواية "سمعت ذلك -أي القول الذي أقوله- من الفضل بن عباس" أي ولم أسمعه من النبي صلى الله عليه وسلم، أي وكنت أفتي به، ولا أنسبه قولاً إلى النبي صلى الله عليه وسلم.
وفي رواية النسائي "قال أبو هريرة "أخبرنيه أسامة بن زيد".
وفي رواية "أخبرنيه فلان وفلان".
وفي رواية "أخبرنيه مخبر" قال الحافظ: والظاهر أن هذا من تصرف الرواة، منهم من أبهم الرجلين، ومنهم من اقتصر على أحدهما تارة مبهماً وتارة مفسراً.
(فرجع أبو هريرة عما كان يقول في ذلك) سيأتي توضيحه في فقه الحديث.
(إن كان رسول الله صلى الله عليه وسلم ليصبح جنباً .... ثم يصوم) "إن" مخففة من الثقيلة، واسمها ضمير الحال والشأن محذوف، والجملة بعدها خبر، والتقدير: إن الحال والشأن كان كذا.
(تدركني الصلاة وأنا جنب) "ال" في الصلاة للعهد، والمقصود صلاة الفجر.