(عن كريب أن أم الفضل) "كريب" بضم الكاف وفتح الراء مولى ابن عباس. "وأم الفضل" زوجة العباس رضي الله عنهم.
(واستهل على رمضان وأنا بالشام) "استهل" بضم التاء وكسر الهاء، ومعناه هل، يقال: هل الهلال هلا. ظهر، وهل الشهر: ظهر هلاله.
(فرأيت الهلال ليلة الجمعة) أي ورآه الناس كما رأيته، واستقر رمضان بالشام وأصبح الناس هناك صائمين يوم الجمعة.
(في آخر الشهر) أل العهد. أي آخر شهر رمضان.
(ثم ذكر الهلال، فقال: متى رأيتم الهلال) بالشام؟ وهذا كله توضيح للسؤال نفسه، والخطاب في "رأيتم" مقصود به كريب وأهل الشام. فقوله: "رأيناه" أي أنا وغيري.
(أنت رأيته)؟ استفهام حقيقي للتثبت من الرائي.
(فلا نزال نصوم) أي سنظل نصوم حسب رؤيتنا.
(تراءينا الهلال) أي تكلفنا النظر إلى جهته لنراه، أي قصدنا رؤيته لتقدير عمره.
(إن الله مده للرؤية) في الرواية الخامسة والعشرين "إن الله قد أمده لرؤيته". قال النووي: هكذا في بعض النسخ، وفي بعضها: "فقال: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: إن الله مده للرؤية". وجميع النسخ متفقة على "مده" من غير ألف في الرواية الأولى، وفي الثانية "قد أمده" بالألف في أوله في جميع النسخ. قال القاضي: قال بعضهم: الوجه أن يكون "أمده" بالتشديد من الإمداد، ومده من الامتداد. قال القاضي: والصواب عندي بقاء الرواية على وجهها، ومعناه أطال مدته إلى الرؤية، وقد يكون "أمده" من المدة التي جعلت له، قال صاحب "الأفعال": أمددتكها أي أعطيتكها. انتهى. فالمعنى أعطاه الله مدة.
(فهو لليلة رأيتموه) هذا من تتمة كلام الرسول صلى الله عليه وسلم، أي إن الله أعطاه مدة بقاء في السماء أول ليلة لتتمكنوا من رؤيته، فهو ابن الليلة التي نراه فيها، أي فهو يثبت لليلة التي يرى فيها، وفي الرواية الخامسة والعشرين "فإن أغمي عليكم فأكملوا العدة" أي فإن لم تروه في أول ليلة مع مد الله له لحصول غيم أو خلافه فأكملوا عدة شعبان ثلاثين يوماً.
(شهرا عيد) فسرهما فيما بعد بقوله "رمضان وذي الحجة" أما ذو الحجة فظاهر أن العيد يقع فيه" فينسب إليه، وأما رمضان فالعيد يليه ويقع في شوال، فإضافته إليه لقربه منه.
(لا ينقصان) قال الحافظ ابن حجر: اختلف العلماء في معناه، فمنهم من حمله على ظاهره، فقال: لا يكون رمضان ولا ذو الحجة أبداً إلا ثلاثين. وهذا قول مردود. معاند