وفي المحكم: جمعه رمضانات ورماضين وأرمضة وأرمض.

والشهر عدد من الأيام، وجمعه أشهر وشهور. وفي "المحكم": الشهر القمر، سمي بذلك لشهرته وظهوره، وسمي الشهر بذلك لأنه يشهر بالقمر وفيه علامة ابتدائه وانتهائه، ويقال: شهر وشهر [بتسكين الهاء وفتحها] والتسكين أكثر.

انتهى بتصرف من "عمدة القارئ". وفيه: كانوا يقولون للمحرم المؤتمر، ولصفر ناجر، ولربيع الأول خوان، ولربيع الآخر وبضان، ولجمادى الأول ربى، ولجمادى الآخرة حنين، ولرجب الأصم، ولشعبان عاذل، ولرمضان نائق، ولشوال وعل، ولذي القعدة ورئة، ولذي الحجة برك. اهـ.

(فتحت أبواب الجنة، وغلقت أبواب النار) "فتحت" و"غلقت" بضم أولهما، وكسر ثانيهما مشدداً وروي بتخفيف التاء واللام، وفي الرواية الثانية "فتحت أبواب الرحمة، وغلقت جهنم" وفي رواية للبخاري "فتحت أبواب السماء، وغلقت أبواب جهنم". قال ابن بطال: المراد من "السماء" الجنة، بقرينة ذكر "جهنم" في مقابله. اهـ وأبواب الرحمة تطلق على أبواب الجنة، ففي الحديث: "قال الله للجنة: أنت رحمتي، أرحم بك من أشاء من عبادي". وقال الحافظ ابن حجر: رواية "أبواب الرحمة" ورواية "أبواب السماء" من تصرف الرواة، والأصل "أبواب الجنة"، وفتح أبواب الجنة وتغليق أبواب النار قيل: على الحقيقة ورجحه الزين بن المنير والقرطبي على أساس أنه لا ضرورة تدعو إلى صرف اللفظ عن ظاهره. وقيل: على الكناية وجزم به النوربشتي، شارح "المصابيح" فعلى الأول تكون الجنة موجودة الآن على الحالة التي ستكون عليها في الآخرة، ولها سبعة أبواب تفتح وتغلق.

وظاهر قوله: "فتحت" و"غلقت" إذا جاء رمضان أن أبواب الجنة كانت مغلقة وأن أبواب جهنم كانت مفتحة في غير رمضان، وهو احتمال، ويحتمل أن أبوابهما تكون مفتحة في غير رمضان، فغلق أبواب جهنم المفتوحة ظاهر، وفتح أبواب الجنة المفتوحة يراد به زيادة فتحها، أو استمرار فتحها، ويحتمل أن أبوابهما تكون مغلقة في غير رمضان، ففتح أبواب الجنة المغلقة ظاهر، وإغلاق أبواب جهنم المغلقة يراد به زيادة الإغلاق وإحكامه، واستمراره.

وفائدة الفتح والإغلاق -على هذا- مع أنه لا دخول ولا خروج، ولا فائدة للبشر منهما -فائدة ذلك إعلام الملائكة بدخول شهر رمضان، وتعظيم حرمته. قاله القاضي عياض. وقال الطيبي: فائدة فتح أبواب السماء توقيف الملائكة على استحماد فعل الصائمين، وأنه من الله بمنزلة عظيمة، وفيه إذا علم المكلف ذلك بإخبار الصادق ما يزيد في نشاطه، ويتلقاه بأريحتيه. اهـ ولا شك أن علم المؤمن أن الجنة المزينة الجميلة المعدة له تفتح أبوابها في هذا الشهر لمضاعفة حسنات الطاعات يزيده نشاطاً للطاعة وحرصاً عليها والتنافس فيها.

وعلى القول الثاني: وأن هذا التعبير كناية -ومن المعلوم أن الكناية لفظ أطلق وأريد منه لازم معناه مع صحة إرادة المعنى الأصلي -قال النوربشتي: فتح أبواب السماء كناية

طور بواسطة نورين ميديا © 2015