(فوضعها في يد غني) وهو لا يعلم أنه غني.
(اللهم لك الحمد على زانية، وعلى غني، وعلى سارق) جمعهم بعد أن أفرد كلا منهم ليكرر الحمد ويؤكده، أو زيادة في التعجب من هذه المصادفات العجيبة.
(فأتي فقيل له: أما صدقتك فقد قبلت) قال الكرماني: "أتي" أي رأي في المنام، أو سمع هاتفاً، ملكاً أو غيره، أو أخبره نبي، أو أفتاه عالم. وقال غيره: أو أتاه ملك فكلمه، فقد كانت الملائكة تكلم الناس في بعض الأمور. وقال ابن التين: يحتمل أن يكون أخبره بذلك نبي زمانه، أو أخبر في نومه. وقال صاحب "التلويح": لو رأى ما في مستخرج أبي نعيم والطبراني لما احتاج إلى هذا التخرص. ففي روايتهما: "فساءه ذلك فأتي في منامه، فقيل له: إن الله عز وجل قد قبل صدقتك".
(أما الزانية فلعلها تستعف بها عن زناها) السين والتاء للصيرورة، أي فلعلها تصير عفيفة بهذه الصدقة، فتستغني بها عن أجر زناها.
الرواية (44، 45، 46، 47، 48، 49)
(إن الخازن المسلم الأمين الذي ينفذ .... ما أمر به) "ينفذ" بضم الياء وسكون النون وكسر الفاء مخففة من أنفذ، أو بضم الياء وفتح النون وكسر الفاء المشددة من نفذ بتشديد الفاء.
(فيعطيه كاملاً موفراً) بضم الميم وفتح الواو وتشديد الفاء المفتوحة تأكيد للكمال.
(طيبة به نفسه) "طيبة" بالنصب على الحالية، و"نفسه" فاعل "طيبة".
(أحد المتصدقين) خبر "إن الخازن" و"المتصدقين" ضبطه النووي بفتح القاف على التثنية، وقال: معناه له أجر متصدق. اهـ.
وقال الحافظ ابن حجر: ضبط في جميع روايات الصحيحين بفتح القاف على التثنية. قال القرطبي: ويجوز الكسر على الجمع، أي هو متصدق من المتصدقين.
(إذا أنفقت المرأة من طعام بيتها) في الرواية التالية "من بيت زوجها".
وفي رواية للبخاري "إذا أطعمت المرأة من بيت زوجها". وفي رواية أخرى "إذا أنفقت المرأة من كسب زوجها".
(غير مفسدة) أي غير متجاوزة القدر المأذون فيه عادة.
(وللخازن مثل ذلك) أي إذا أنفق من مال سيده غير مفسد فله أجر بما أنفق ولسيده أجر بما كسب.
(وله مثله بما اكتسب) المماثلة في مسمى الأجر، لا في مقداره، فقد يزيد أجر المعطي، وقد يزيد أجر المكتسب كما سيأتي في فقه الحديث.