-[المباحث العربية]-
(كنا نصلي مع رسول الله صلى الله عليه وسلم) أي صلاة الجمعة.
(ثم نرجع) من الصلاة إلى بيوتنا.
(فنريح نواضحنا) جمع ناضح، وهو البعير الذي يستقى به، سمي بذلك لأنه ينضح الماء، أي يصبه، ومعنى "نريح نواضحنا": أي نريحها من العمل وتعب السقى، فنخليها منه، ويجوز أن يكون من الرواح للرعي.
(في أي ساعة تلك) أي تلك الصلاة.
(ما كنا نقيل) من القيلولة، وهي الراحة وسط النهار.
(كنا نجمع) بضم النون وفتح الجيم وتشديد الميم المكسورة، أي نصلي الجمعة.
(ثم نرجع نتتبع الفيء) أي نبحث عنه ونستظل به، فلا نكاد نجده لقلته بسبب التبكير وقصر الحيطان، كما جاء في الرواية الخامسة: "فنرجع وما نجد للحيطان فيئاً نستظل به".
(يقرأ القرآن ويذكر الناس) أي في الخطبتين، لا في الجلسة بينهما.
(فمن أنبأك) القائل جابر بن سمرة، والمخاطب سماك الراوي عن جابر.
(فقد -والله- صليت معه أكثر من ألفي صلاة) أي من الصلوات الخمس لا الجمعة، والقصد التوثيق من المتابعة والمصاحبة التي تؤدي إلى التوثيق بحالة الجمعة من باب أولى، لأن المواظب على الجماعة معه صلى الله عليه وسلم في الصلوات الخمس لا يتخلف عنه في الجمعة.
(فجاءت عير من الشام) العير -بكسر العين- الإبل التي تحمل الطعام أو التجارة، لا تسمى الإبل عيراً إلا بهذا الوصف، وهي مؤنثة، لا واحد لها من لفظها، وفي رواية للبزار: "جاءت عير لعبد الرحمن بن عوف". وفي رواية: أنها كانت لوبرة الكلبي. وفي رواية: أن الذي قدم بها من الشام دحية بن خليفة الكلبي. وجمع الحافظ ابن حجر بين هذه الروايات بأن التجارة كانت لعبد الرحمن بن عوف، وكان دحية السفير فيها أو مفاوضاً، وكان وبرة رفيق دحية.
(فانفتل الناس إليها) أي انصرفوا عن الخطبة إلى العير.
(حتى لم يبق إلا اثنا عشر رجلاً) في تسميتهم ذكرت رواياتنا أبا بكر وعمر وجابر بن عبد الله، وذكرت روايات أخرى بقية الخلفاء الأربعة علياً وعثمان وابن مسعود وسالماً مولى أبي حذيفة وبلالاً وعماراً.