(فأتى الناس الماء جامين رواء) بتشديد الميم، والاستجمام الاستراحة أي وصل الناس إلى الماء الطبيعي غير مجهدين وغير عطاش، بل وصلوا البئر مرتوين نشطين مستريحين.
(إني لأحدث هذا الحديث في مسجد الجامع) أصله في المسجد الجامع، فحذف "أل" من المسجد" وأضاف الموصوف إلى صفته، وهذا جائز عند الكوفيين بغير تقدير، والبصريون يؤولونه ويقدرون مسجد المكان الجامع.
(انظر أيها الفتى كيف تحدث)؟ ليس قصده الشك فيما يحدث، ولا طلب التثبت، وإنما قصده من أين لك هذا وقد ظننت أنني وحدي الأحفظ له؟ أو المعنى أن عمران حينما بدأ عبد الله بن رباح هذا الحديث قال له عمران. انتبه أيها الفتى وحافظ بدقة على ما سمعت، فإني أحد شهود الحادثة وسأقابل ما تقول على ما أحفظ، فحدث ابن رباح وعمران يسمع، فلما انتهى قال عمران: ما شعرت وما ظننت أن أحدًا حفظه كما حفظته. قال النووي: ضبطنا "حفظته" بضم التاء وفتحها، وكلاهما حسن. اهـ.
(فأدلجنا ليلتنا) بإسكان الدال هو سير الليل كله، وأما "ادلجنا" بفتح الدال المشدة فمعناه سرنا آخر الليل، هذا هو الأشهر في اللغة، وقيل: هما لغتان بمعنى، ومصدر الأول إدلاج بإسكان الدال، والثاني ادلاج بكسر الدال المشددة. ذكره النووي.
(بزغت الشمس) بزوغ الشمس أول طلوعها.
(ثم عجلني في ركب بين يديه) أي أرسلني وطلب مني العجلة والسرعة، وفي رواية البخاري "فدعا فلانًا" أي: عمران بن حصين "ودعا عليًا فقال: اذهبا فابتغيا الماء" قال الحافظ ابن حجر: ويحتمل أنه كان معهما غيرهما على سبيل التبعية لهما، فيتجه إطلاق لفظ "ركب".
(إذا نحن بامرأة سادلة رجليها بين مزادتين) السادلة المرسلة المدلية والمزادة بفتح الميم والزاي إناء ماء أكبر من القربة، والمزادتان حمل بعير، سميت مزادة لأنه يزاد فيها من جلد آخر من غيرها.
(فقالت: أيهاه. أيهاه) قال النووي: هكذا هو في الأصول، وهو بمعنى هيهات. هيهات. ومعناه البعد من المطلوب واليأس منه.
(لا ماء لكم) أي ليس لكم ماء حاضر ولا قريب.
(قلنا: فكم بين أهلك وبين الماء؟ قالت: مسيرة يوم وليلة) وكانت المرأة قريبة من منازل أهلها آنذاك، ففي رواية البخاري "قالت: عهدي بالماء أمس هذه الساعة" أي مضى على حملها الماء يوم وليلة.