وقال الكرماني: جواب "لو" ليس المذكور، بل التقدير: لو يعلم ما عليه لوقف أربعين، ولو وقف أربعين لكان خيرًا له. اهـ. قال الحافظ ابن حجر: وليس ما قاله الكرماني متعينًا.
(كان بين مصلى رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم وبين الجدار) أي بين مكان مقامه في الصلاة وبين جدار المسجد مما يلي القبلة. وقال النووي: يعني بالمصلى موضع السجود.
(ممر الشاة) "ممر" بالرفع اسم "كان" والتقدير: كان مقدار ممر الشاة بين ... وبين الجدار، فالظرف خبر، وأعرب الكرماني "ممر" بالنصب خبر "كان" واسمها محذوف، والأصل: كان قدر المسافة بين المصلى والجدار ممر الشاة.
(كان يتحرى موضع مكان المصحف) قال الحافظ ابن حجر: هذا دال على أنه كان للمصحف موضع خاص به.
وفي رواية "يصلي وراء الصندوق" وكأنه كان للمصحف صندوق يوضع فيه.
(يسبح فيه) قال النووي: المراد بالتسبيح صلاة النافلة.
(كان يتحرى الصلاة عند الأسطوانة التي عند المصحف) قال الحافظ ابن حجر: حقق لنا بعض مشايخنا أنها الأسطوانة المتوسطة في الروضة المكرمة، وأنها تعرف بأسطوانة المهاجرين، إذ كانوا يجتمعون عندها.
(إن المرأة لدابة سوء؟ ) الكلام على الاستفهام الإنكاري، أي ليست المرأة دابة سوء.
(قد شبهتمونا بالحمير والكلاب؟ ) وفي الرواية السادسة والعشرين "عدلتمونا بالكلاب والحمر"؟ :
وفي وجه آخر: "يا أهل العراق" عدلتمونا "أي ساويتمونا" بالحمير والكلاب"؟ والاستفهام إنكاري توبيخي، أي ما ينبغي أن تقولوا ذلك.
(فتبدو لي الحاجة) أي الرغبة في القيام لإصلاح شأني.
(فأكره أن أسنحه) بفتح الهمزة وإسكان السين وفتح النون، أي أظهر لها وأعترض، يقال: سنح لي كذا أي عرض، تريد أنها كانت تخشى أن تستقبله وهو يصلي ببدنها أي منتصبة.
(فانسل من قبل رجلي السرير حتى أنسل من لحافي) وفي الرواية الخامسة والعشرين "فانسل من رجليه" الضمير في "رجليه" للسرير، فتتوافق الروايات.
ومعنى "أنسل" أخرج بخفية أو برفق، وكأن عائشة كرهت إيذاء الرسول صلى الله عليه وسلم بتحركها أمامه وهو يصلي، وعلى هذا فمرورها بين يدي المصلي أشد، لكنها - رضي اللَّه عنها - تقصد إنكار أن مرور المرأة بين يدي المصلي يقطع صلاته، فعلة امتناعها عدم التشويش لا قطع الصلاة.