الصالحة، فسأله معدان نفس السؤال للمرة الثالثة، فقال ثوبان: سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن ذلك فقال: عليك بكثرة السجود - سجود الصلاة، وسجود "شكر" وسجود التلاوة - فإنك لا تسجد لله سجدة إلا رفعك الله بها درجة، وأعطاك بها حسنة، وغفر لك بها سيئة.
كما تحكي هذه المجموعة أن ربيعة بن كعب الأسلمي كان يبيت ليلة عند رسول الله صلى الله عليه وسلم وكان الصحابة يتقربون بخدمته صلى الله عليه وسلم ويحرصون على مساعدته في وضوئه بإحضار الماء وصبه، فلما قام بذلك ربيعة أراد صلى الله عليه وسلم أن يكافئه، فقال له: ماذا تطلب لأدعو لك به، فقال ربيعة: أسألك مرافقتك في الجنة. قال: سألت عظيما، أو غير هذا السؤال؟ قال: لا، هو ذاك ليس غير، قال صلى الله عليه وسلم: فأعني على إجابة سؤالك بكثرة السجود، وكثرة الدعاء فيه. فأقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد.
فاللهم أعنا على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك وكثرة السجود لك، وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
-[المباحث العربية]-
(كشف رسول الله صلى الله عليه وسلم الستارة) أي رفع الستارة التي كانت بين بيته وبين مسجده صلى الله عليه وسلم، والستارة بكسر السين الستر الذي يكون على باب البيت والدار، واستعملت حديثا بعد الأبواب على النوافذ.
(والناس صفوف خلف أبي بكر) يصلي بهم خلفًا للنبي صلى الله عليه وسلم في مرض موته.
(ألا وإني نهيت أن أقرأ ... ) "ألا" بفتح الهمزة وتخفيف اللام حرف تنبيه، تدل على تحقق ما بعدها، ويقول عنها المعربون: حرف استفتاح، والواو بعدها عاطفة، والتقدير: إلا إنه لم يبق من مبشرات النبوة إلا الرؤيا الصالحة وإني نهيت أن أقرأ، وأن وما دخلت عليه في تأويل مصدر مجرور بحرف محذوف، والتقدير: نهيت عن قراءتي القرآن في الركوع.
(فأما الركوع فعظموا فيه الرب) أي مجدوه ونزهوه عن النقائص، بقولكم: سبحان ربي العظيم.
(وأما السجود فاجتهدوا في الدعاء) فيه، أكثروا، أو رددوا، أو ألحوا، على ما سيأتي في فقه الحديث.
(فقمن أن يستجاب لكم) "قمن" بفتح الميم وكسرها لغتان، ويقال أيضًا: قمين بزيادة ياء، ومعناه حقيق وجدير.
(نهاني ... ولا أقول: نهاكم) معناه أن النهي في صورته كان موجهًا لي في هذه القصة، ولم يتوجه إلى أحد من الحاضرين: وهذا لا يمنع من شمول النهي للجميع، ولا من توجهه لهم في قصة