(ذكروا أن يعلموا وقت الصلاة) "يعلموا" بضم الياء وإسكان العين، أي يجعلوا له علامة يعرف بها.

(فذكروا أن ينوروا نارا) أي يظهروا نورها.

(أن يوروا نارا) أي يوقدوها، يقال: وري الزند إذا خرجت ناره وأوريته إذا أخرجته، ويقال: أوريت النار أي أشعلتها. قال الله تعالى: {أفرأيتم النار التي تورون} [الواقعة: 71] ومعنى الروايتين متقارب.

(عن أبي محذورة) هو قرشي، أسلم بعد حنين في طريق عودة النبي صلى الله عليه وسلم من حنين، وكان من أحسن الناس صوتا، أمره رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يؤذن بمكة، ولم يزل مقيما بها حتى توفي سنة تسع وخمسين، وتوارثت ذريته الأذان -رضي الله عنهم.

(حي على الصلاة) "حي" اسم فعل أمر، بمعنى هلم وأقبل، وفتحت الياء لسكونها وسكون الياء السابقة المدغمة، والمعنى تعالوا إلى الصلاة وأقبلوا إليها، قال الخليل: لا تأتلف العين والحاء في كلمة واحدة أصلية في الحروف، لقرب مخرجيهما، إلا أن يتألف فعل من كلمتين، مثل "حي على" فيقال: حيعلة، ومثل الحيعلة من المركبات "البسملة" في "بسم الله" "والحمدله" في "الحمد لله" و"الحوقلة" في "لا حول ولا قوة إلا بالله" وأشباهها.

(حي على الفلاح) أي تعالوا وأقبلوا على الفوز والنجاة، أي إلى سببهما، وهو الصلاة، وقيل: المراد بالفلاح البقاء، أي أقبلوا إلى سبب البقاء في الجنة.

-[فقه الحديث]-

ألفاظ الأذان

اختلف العلماء في عدد ألفاظ الأذان، فذهب الشافعية إلى أن الأذان تسع عشرة كلمة، هي: الله أكبر. الله أكبر. الله أكبر. الله أكبر. أشهد أن لا إله إلا الله. أشهد أن لا إله إلا الله. أشهد أن محمدا رسول الله. أشهد أن محمدا رسول الله. يسمع بالشهادتين نفسه، ثم يرجع فيمد صوته، ويقول: أشهد أن لا إله إلا الله. أشهد أن لا إله إلا الله. أشهد أن محمدا رسول الله. أشهد أن محمدا رسول الله. [وذكر الشهادتين مرتين سرا قبل الجهر هو المسمى بالترجيع] حي على الصلاة. حي على الصلاة. حي على الفلاح. حي على الفلاح. الله أكبر. الله أكبر. لا إله إلا الله.

وقال أبو حنيفة، هو خمس عشرة كلمة، فأسقط الترجيع، واحتج بحديث عبد الله بن زيد المذكور في شرح حديث الباب السابق، إذ ليس فيه ترجيع.

واحتج الشافعية والمالكية والحنابلة لإثبات الترجيع بحديث أبي محذورة المذكور في هذا

طور بواسطة نورين ميديا © 2015