وروى عبد الله بن الإمام أحمد في كتاب السنة وأبو بكر الآجري في كتاب الشريعة عن طاوس قال: كنت جالسا مع ابن عباس رضي الله عنهما في حلقة فذكروا أهل القدر فقال: أفي الحلقة منهم أحد فآخذ برأسه ثم أقرأ عليه: {وَقَضَيْنَا إِلَى بَنِي إسْرائِيلَ فِي الْكِتَابِ لَتُفْسِدُنَّ فِي الْأَرْضِ مَرَّتَيْنِ وَلَتَعْلُنَّ عُلُوًّا كَبِيرًا} ثم اقرأ عليه آية كذا وآية كذا - آيات في القرآن، إسناد كل منهما صحيح على شرط الشيخين.

وهذه الآية من سورة الإسراء هي الآية السابعة عشرة من الآيات الدالة على كتابة المقادير على أحد القولين فيها. قال البغوي: قوله عز وجل: {وَقَضَيْنَا إِلَى بَنِي إسْرائِيلَ فِي الْكِتَابِ} أي أعلمناهم وأخبرناهم فيما آتيناهم من الكتاب أنهم سيفسدون، وقال ابن عباس رضي الله عنهما وقتادة: يعني وقضينا عليهم فإلى بمعنى على، والمراد بالكتاب اللوح المحفوظ انتهى وذكر ابن الجوزي في تفسيره نحو ذلك.

الآية الثامنة عشر: قوله تعالى في سورة الأنفال: {لَوْلَا كِتَابٌ مِنَ اللَّهِ سَبَقَ لَمَسَّكُمْ فِيمَا أَخَذْتُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ} قال أبو جعفر ابن جرير: يقول تعالى ذكره لأهل بدر الذين غنموا وأخذوا من الأسرى الفداء {لَوْلَا كِتَابٌ مِنَ اللَّهِ سَبَقَ} يقول لولا قضاء من الله سبق لكم أهل بدر في اللوح المحفوظ بأن الله مُحل لكم الغنيمة، وأن الله قضى فيما قضى أنه لا يضل قوما بعد إذ هداهم حتى يبين لهم ما يتقون، وأنه لا يعذب أحدا شهد المشهد الذي شهدتموه ببدر مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ناصرا دين الله لنالكم من الله بأخذكم الغنيمة والفداء عذاب عظيم، وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل. انتهى.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015