ذلك ليس بسعيكم ولا كدكم وإنما هو عن قدر الله ورزقه لكم فلا تتخذوا نعم الله أشرا وبطرا تفخرون بها على الناس، ولهذا قال تعالى: {وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ}. انتهى.
الآية الثالثة قوله تعالى في سورة النمل: {وَمَا مِنْ غَائِبَةٍ فِي السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ إِلَّا فِي كِتَابٍ مُبِينٍ} قال ابن الجوزي في تفسيره {وَمَا مِنْ غَائِبَةٍ}: أي وما من جملة غائبة {إِلَّا فِي كِتَابٍ مُبِينٍ} يعني: اللوح المحفوظ. انتهى.
وقال البغوي في تفسيره {وَمَا مِنْ غَائِبَةٍ}: أي جملة غائبة من مكتوم سر وخفي أمر وشيء غائب {فِي السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ إِلَّا فِي كِتَابٍ مُبِينٍ} أي: في اللوح المحفوظ. انتهى.
وقال القرطبي في الكلام على هذه الآية: أي ما من خصلة غائبة عن الخلق إلا والله عالم بها قد أثبتها في أم الكتاب عنده فكيف يخفي عليه ما يسر هؤلاء وما يعلنونه، وقيل أي كل شي هو مثبت في أم الكتاب يخرجه للأجل المؤجل له فالذي يستعجلونه من العذاب له أجل مضروب لا يتأخر عنه ولا يتقدم عليه، والكتاب اللوح المحفوظ أثبت الله فيه ما أراد ليعلم بذلك من يشاء من ملائكته. انتهى.
الآية الرابعة قوله تعالى في سورة هود: {وَمَا مِنْ دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ إِلَّا عَلَى اللَّهِ رِزْقُهَا وَيَعْلَمُ مُسْتَقَرَّهَا وَمُسْتَوْدَعَهَا كُلٌّ فِي كِتَابٍ مُبِينٍ} قال البغوي: أي كل مثبت في اللوح المحفوظ قبل خلقها، قال ابن الجوزي: وهذا قول المفسرين.
الآية الخامسة قوله تعالى في سورة الأنعام: {وَعِنْدَهُ مَفَاتِحُ الْغَيْبِ لَا يَعْلَمُهَا إِلَّا هُوَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَمَا تَسْقُطُ مِنْ وَرَقَةٍ إِلَّا يَعْلَمُهَا وَلَا حَبَّةٍ فِي ظُلُمَاتِ الْأَرْضِ وَلَا رَطْبٍ وَلَا يَابِسٍ إِلَّا فِي كِتَابٍ مُبِينٍ} قال: ابن جرير يقول: ولا شيء مما هو موجود أو مما سيوجد ولم يوجد بعد إلا وهو مثبت في اللوح