أبيات لكعب بن زهير في القدر

قضاء الله وقدره السابق فقد أثبت قدرة الله ومن أنكر قضاء الله وقدره السابق فقد أنكر قدرة الله، فهذا معنى قول الإمام أحمد رحمه الله تعالى القدر قدرة الله.

قال شيخ الإسلام أبو العباس بن تيمية رحمه الله تعالى في رسالة الاحتجاج بالقدر: والقدر هو قدرة الله كما قال الإمام أحمد: وهو المقدر لكل ما هو كائن. انتهى.

وقال ابن القيم رحمه الله تعالى في كتابه (شفاء العليل):وقال الإمام أحمد القدر قدرة الله واستحسن ابن عقيل هذا الكلام جدا وقال: هذا يدل على دقة علم أحمد وتبحره في معرفة أصول الدين، وهو كما قال أبو الوفاء, فإن إنكار القدر إنكار لقدرة الرب على خلق أعمال العباد وكتابتها وتقديرها، وسلف القدرية كانوا ينكرون علمه بها وهم الذين اتفق سلف الأمة على تكفيرهم. انتهى.

وقد أورد ابن محمود في الصفحة التي أشرنا إليها قول الشاعر:

لو كنت أعجب من شيء لأعجبني ... سعي الفتي وهو مخبوء له القدر

ونسبه لزهير وقد غلط في ذلك فإن هذا البيت لابنه كعب بن زهير رضي الله عنه ولا خلاف في ذلك عند أهل السير والأخبار، وقد ذكروا مع هذا البيت بيتين وهما:

يسعى الفتى لأمور ليس يدركها ... فالنفس واحدة والهم منتشر

والمرء ما عاش ممدود له أمل ... لا تنتهي العين حتى ينتهي الأثر

وقد صرح كعب رضي الله عنه في هذه الأبيات الحسان بالإيمان بالقدر وأن المرء قد يسعى في الأمور فلا يدركها لأنها

طور بواسطة نورين ميديا © 2015