ثمان عشرة مرتبة، الطبقة الأولى وهي العليا على الإطلاق مرتبة الرسالة وأعلاهم منزلة أولو العزم منهم وهم المذكورون في قوله تعالى: {شَرَعَ لَكُمْ مِنَ الدِّينِ مَا وَصَّى بِهِ نُوحًا وَالَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ وَمَا وَصَّيْنَا بِهِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى وَعِيسَى} وهؤلاء هم الطبقة العليا من الخلائق.
الطبقة الثانية من عداهم من الرسل على مراتبهم من تفضيل بعضهم على بعض، الطبقة الثالثة الذين لم يرسلوا إلى أممهم وإنما كانت لهم النبوة دون الرسالة فاختصوا عن الأمة بإيحاء الله إليهم وإرساله ملائكته إليهم، واختصت الرسل عنهم بإرسالهم إلى الأمة يدعونهم إلى الله بشريعته وأمره واشتركوا في الوحي ونزول الملائكة عليهم انتهى المقصود من كلامه رحمه الله تعالى.
وممن فرق بين الرسول والنبي من أهل اللغة ابن الأثير وابن منظور في لسان العرب ومرتضى الحسيني في تاج العروس، فأما ابن الأثير فقال في النهاية ما نصه: ومن الأول حديث البراء قلت: ورسولك الذي أرسلت فرد عليَّ وقال ونبيك الذي أرسلت، إنما رد عليه ليختلف اللفظان ويجمع له الثنائين معنى النبوة والرسالة ويكون تعديدًا للنعمة في الحالين وتعظيما للمنة على الوجهين، والرسول أخص من النبي لأن كل رسول نبي وليس كل نبي رسول. انتهى.
وأما ابن منظور وصاحب تاج العروس فذكرا كلام ابن الأثير وأقراه.