المراد بالفطرة

وأحمد وأبو داود الطيالسي والشيخان وأبو داود السجستاني والترمذي, وقال: هذا حديث صحيح، وفي رواية لأحمد أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «لا يولد مولود إلا على هذه الملة حتى يبين عنه لسانه فأبواه يهودانه أو ينصرانه أو يشركانه». وروى الإمام أحمد أيضا عن الأسود بن سريع وجابر بن عبد الله رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم نحو ذلك، وروى ابن حبان في صحيحه حديث الأسود ابن سريع رضي الله عنه.

وفي الفطرة أقوال للعلماء أقر بها ما وافق قول الله تعالى: {فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفًا فِطْرَةَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لَا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ} وقوله صلى الله عليه وسلم في رواية الإمام أحمد: «لا يولد مولود إلا على هذه الملة» وفي حديث الأسود بن سريع عند ابن حبان أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «ما من مولود يولد إلا على فطرة الإسلام حتى يعرب» ولو صح حديث ابن مسعود الذي فيه أن العبد يولد كافرا لم يكن معنا مخالفا لما دلت عليه الأحاديث الصحيحة من كون المولود يولد على الفطرة لأن معنى قوله يولد كافراً أنه قد سبق في علم الله أنه يكون كافرا وأن أبويه يهودانه أو ينصرانه أو يمجسانه.

وأما قول ابن محمود وهذا الكفر وهذا الإيمان إنما فعله باختياره ورغبته.

فجوابه: أن يقال: إن كل ما يفعله بنو آدم باختيارهم ورغبتهم فقد سبق به القضاء والقدر وكتب ذلك في اللوح المحفوظ قبل خلق السموات والأرض بخمسين ألف سنة وكتبه الملك الموكل بالجنين وهو في بطن أمه، فلا يؤمن أحد إلا بقضاء وقدر ولا يكفر أحد إلا بقضاء وقدر، فجميع الأمور

طور بواسطة نورين ميديا © 2015