قال: [باب ما جاء في الرقى والتمائم].
وهذا كالباب السابق الذي ذكر فيه أن من الشرك لبس الحلقة والخيط والتميمة والودع وما يعلق في البيوت أو السيارات ونحوها من الشرك بالله سبحانه وتعالى.
الرقى: جمع رقية وهي أن يرقي إنسان آخر، كأن ينفث عليه بقراءة قرآن أو بدعاء معتقداً أن الله هو الذي يشفي، وآخذاً بأسباب مشروعة ليست ممنوعة، فيشفيه الله عز وجل بإذنه.
والتمائم كما جاء في البخاري ومسلم عن أبي بشير الأنصاري رضي الله عنه: (أنه كان مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في بعض أسفاره فأرسل رسول الله صلى الله عليه وسلم رسولاً ينادي في الناس: أن لا يبقين في رقبة بعير قلادة من وتر أو قلادة إلا قطعت).
قوله: (لا يبقين في رقبة بعير قلادة)، القلادة: ما يقلد به الإنسان أو الدابة، أي: يجعل قلادة حول عنقه من حبل أو سلسلة أو نحوه.
قوله: (من وتر أو قلادة إلا قطعت)، الوتر: هو الذي يكون في القوس بحيث يشده ويرمي به السهم.
وكان أهل الجاهلية عندما يبقى عند أحدهم قوس يقطع منه الوتر القديم ويستبدله بآخر جديد، وهذا الوتر القديم فيه بركة فيربطه حول رقبة البعير حتى يمنع منه العين، وقد توارث الناس هذه العادة حتى أن النبي صلى الله عليه وسلم وجد من معه فعلوا ذلك فأرسل إليهم: (أن لا يبقين في رقبة بعير قلادة من وتر)؛ لأن الأصل أن تكون القلادة من وتر ثم عمم فقال: (أو قلادة إلا قطعت).