Q في قول عائشة رضي الله عنها: عزمت عليك بما لي عليك من الحق، يقول السائل: هل هذه الكلمة تعني: حلفتك، وهل هذا من الحلف بغير الله، وهو الحلف بحق الشخص؟
صلى الله عليه وسلم كلمة عزمت عليك تأتي بمعنى الحلف، فإذا قال: عزمت عليك بالله فهو حلف بالله سبحانه وتعالى، وإذا قال: عزمت عليك فقط، رجعت إلى نية الإنسان، أي: هل مراده الحلق بالله سبحانه وتعالى أم ليس حلفاً؟ يعني: حسب ما يقصده الحالف وهذه الكلمة جاءت كثيراً في كلام الصحابة رضوان الله تعالى عليهم، فهنا في قصة السيدة عائشة رضي الله عنها قالتها لـ فاطمة رضي الله عنها، كما في الحديث الذي رواه البخاري عن عائشة رضي الله عنها: لما توفي النبي صلى الله عليه وسلم، قالت للسيدة فاطمة رضي الله عنها: عزمت عليك بما لي عليك من الحق لما أخبرتني، كأنها تقصد حلفت عليك بالله سبحانه وتعالى، وشددت عليك في هذا القسم ولي عليك من الحق أن تبري يميني، فهذا حق الإنسان المسلم.
إذاً: فالحلف هنا ليس بغير الله سبحانه، وإنما هو بالله عز وجل، فكأن السيدة عائشة تحلف، وتعني بـ: عزمت، أقسمت عليك بما لي عليك من الحق فافعلي، إذاً: من حقوق المسلم على المسلم أن يعوده إذا مرض، وأن يشيع جنازته إذا مات، وأن يبره إذا أقسم.