فلست مفندًا، ويكون الرابط الواو فقط على حد قوله تعالى: {قالوا لئن أكله الذئب ونحن عصبة} تأمل وتدبر والله أعلى وأعلم وأجل وأكرم.

خاتمة، وإذا انجر الكلام بنا في البيت السابق إلى ذكر الإقراء، فها أنا ذا أتكلم لك عنه، فأقول وبالله التوفيق، الإقواء هو اختلاف حركة الروي في القصيدة الواحدة كما إذا روينا (يحلم وسيحرم) في البيتين السابقين بالرفع فإن قافية القصيدة كلها الكسرة، والبيتان قافيتهما الضمة، والإقواء عيب من عيوب القافية، ومع ذلك فإنه أخف وطأة هنا من جزم الفعلين السابقين، وتحريكهما بالكسرة لضرورة الشعر، والإقواء قد وقع لحامل لواء الشعراء إلى النار امرئ القيس في قوله:

ثياب بني عوف طهارى نقية ... وأوجههم عند الشدائد غران

هم بلغوا الحي المضلل أهلهم ... وساروا بهم بين العراق ونجران

كما وقع للنابغة الذبياني في قوله:

زعم البوارح أن رحلتنا غدًا ... وبذاك خبرنا الغراب الأسود

لا مرحبًا بغد، ولا أهلًا به ... إن كان تفريق الأحبة في غد

وكما وقع لابن الرقيات في قوله:

كيف نومي على الفراش ولما ... تشمل الشام غارة شعواء؟

تذهل الشيخ عن بنيه وتبدي ... عن خدام العقيلة العذراء

ووقع أيضًا ليزيد بن الطثرية في قوله:

إذا أرسلوني عند تعذير حاجة ... أمارس فيها كنت نعم الممارس

ونفعي نفع الموسرين وإنما ... سوامي سوام المقترين المفالس

طور بواسطة نورين ميديا © 2015