(معلقة زهير)
نسب زهير وأسباب نظمه المعلقة
هو زهير بن أبي سلمى المزني- وليس في العرب سلمى بضم السين غيره- وأبو سُلمى اسمه ربيعة بن رياح بن قرة بن الحارث بن مازن بن ثعلبة بن برد بن لاطم بن عثمان بن مزينة بن أدبن طابخة بن الياس بن مضر، وكان من أمر أبي سلمى أنه هجر قومه، وعاش مع أخواله بني مرة إحدى قبائل غطفان، لهذا فهو مزني بالنسب غطفاني بالمحالفة، وعاش زهير مع أخوال أبيه كذلك.
كان زهير وقورًا مشهورًا برزانته للسلام، وقد نظم معلقته هذه على أثر الحرب التي دارت رحاها بين بني عبس وفزارة، بسبب سباقٍ بين داحسٍ فرس قبس بن زهير سيد بني عبس، والغبراء فرس حمل بن بدر سيد بن فزارة من غطفان، وذلك أن زهيرًا وحملاً تراهنا على مئة بعير، يدفعها من يخسر السباق إلى من يربحه، ولما كان اليوم المعين بعث حمل بن بدر من يكمن لداحس، ويرده عن غايته إذا جاء سابقًا، ولما أرسل الفرسان برز داحس عن الغبراء حتى شارف الغاية: ودنا من الكمين، فوثبوا عليه، وردوه فسبقت الغبراء.
ثم أرسل حمل بن بدر ابنه مالكًا إلى قيس يطلب منه حق السبق، فأبى قيس دفعه وقتل مالكًا، فكان ذلك باعثًا على الحرب، وقد طالت هذه