يجمع حلمًا وأناةً معًا ... ثمت ينباع انبياع الشجاع
وأنكر أن يكون الأصل فيه ينبع، وقال: ينبع يخرج كما ينبع الماء من الأرض، ولم يرد هذا، إنما أراد السيلان وتلويه على رقبتها كتلوي الحية، وقال غيره: هو من نبع ينبع، ثم أشبع الفتحة، فصارت ألفًا، لأنهم ربما وصلوا الفتحة بالألف، والضمة بالواو، والكسرة بالياء، فالأول مثل البيت، والثاني مثل قول امرئ القيس:
كأني بفتخاء الجناحين لقوة ... على عجل مني أطأطئ شيمالي
أراد شمالي، والثالث مثل قول إبراهيم بن هرمة:
وأنني حيثما يثنى الهوى بصري ... من حيثما سلكوا أدنو فأنظور
أراد فأنظر. الدفرى: العظم الناتئ خلف الأذن، وتثنيته ذفريان، وهما أول ما يعرق من البعير، وأول ما يبدأ فيه السمن لسانه وكرشه، وآخر ما يبقى فيه السمن عينه وسلاماه وعظام أخفافه. غضوب: مبالغة غضبي. جسرة: ضخمة قوية، وقيل: هي الطويلة، وقيل: هي الموثقة الخلق. زيافة: انظر البيت -36 - الفنيق: الفحل من الإبل. المكدم: بمعنى المكدم، أي المعضوض، إذ الكدم العض، وقيل: المكدم الغليظ.
المعنى يقول: إن العرق المشبه بالرب والقطران يسيل ويتلوى، أو يخرج من خلف أذن ناقة قوية ضخمة، مسرعة في سيرها، تشبه فحلًا من الإبل قد عضته الفحول.
الإعراب. ينباع: فعل مضارع، والفاعل ضمير مستتر تقديره هو يعود إلى الرب أو إلى الكحيل، والجملة الفعلية في محل رفع خبر كأن في البيت السابق. من ذفرى: جار ومجرور متعلقان بالفعل قبلهما، وعلامة الجر كسرة