لا تمنع الفتيان من حسن الرعه ... نحن بني أم البنين الأربعة

ونحن خير عامر بن صعصعه ... المطعمون الجفنة المدعدعه

والضاربون الهام تحت الخيضعه ... مهلاً أبيت اللعن لا تأكل معه

إن استه من برص ملمعه ... وإنه يدخل فيها إصبعه

يدخلها حتى يواري أشجعه ... كأنه يطلب شيئًا ضيعه

وزعموا أنه لما أنشد لبيد هذا الرجز التفت النعمان إلى الربيع شذرًا، فقال: كذاك أنت يا ربيع؟ فقال: لا والله لقد كذب ابن الحمق اللئيم، فقال النعمان: أف لهذا الطعام، لقد خبثت علي طعامي، فغضب، وقال: أبيت اللعن، أما إني قد فعلت بأمه، فقال لبيد: أنت لهذا الكلام أهل، وهي من نسوة غير فعل، وأنت المرء فعل بيتيمةٍ في حجره، فغضب الربيع وغضب لغضبه بنو فقيم ونهشل، وضمرة بن ضمرة بن جابر بن قطن بن نهشل، وكان أبرص، وكانت بنو كلاب أسروا ضمرة فمنوا عليه، فقال لبيد يرتجز بضمرة أيضًا:

يا ضمر يا عبد بني كلاب ... يا أير كتب علي بباب

تمكو استه من حذر الغراب ... يا ورلا ألقي في السراب

أكان هذا أول الثواب ... لا يعلقنكم ظفري ونابي؟

إني إذا عاقبت ذو عقاب ... بصارم مذكر الذباب

فأمر النعمان بلبيد وأصحابه فأخرجوا، وقام الربيع فانصرف إلى منزله، فبعث إليه النعمان بضعف ما كان يحبوه وأمره بالانصراف إلى أهله. فكتب إليه الربيع (إني قد عرفت أنه وقر في صدرك ما قال لبيد. ولست برائم حتى تبعث إلي من يجردني، فيعلم من حضرك من الناس أني لست كما قال) فأرسل إليه (إنك صادق لست صانعًا بانتفائك مما قال لبيد شيئا، ولا قادرا

طور بواسطة نورين ميديا © 2015